التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرسالة الثانية . هواجس





هل أبوح لك بهواجسي يومها
.. حتى وأنا أبكي قرارك الجائر
كنت أبحث لك عن مبرر... ربما لا يستطيع الابتعاد عنها
والأسوأ أن تكون قد أخبرتها بكل التفاصيل وغضبت
ولإرضائها تقرر أن لا تأت ، أو أن لا نأتي نحن إليك..
كيف استطعت أن تخلق مني هذا الكم الهائل من التناقض
غضب ورضا .
اليوم قررت أن أنهي كل شيء
وأن أفقد تلك الذاكرة التي تحملك وتلدك في تفاصيلي اليومية
بمخاض لا مخاض فيه إلا ألمي بتذكرك
تغازلني ابتسامتي وكأنك أنت المتربع فوق شفتي
بكل شهوانيتك
ترسم عليها بأصابعك كل التقمصات
حزنا
فرحا
اشمئزازا
وامتعاضا أحيانا
حتى رحيلي عنك كان بوحي منك
أي جبروت هذا
وقفت في مكتبة الرصيف في المدينة الحارة , كنت أنت المطل من عيني , المتصفح لكم الكتب المعروضة , أدرك أنني مهما غصت في قراءة الكتاب , فهو لك في الأخير , لذا كان اختيارك لا اختياري
رشيد نيني كاتب المقال المشهور
ويوميات مهاجر سري .. توليفة ستعجبك , تشبهك في كل شيء
الوجه المرسوم على الغلاف وتنقلات لم تكن واضحة المعالم إلا فيما بعد ,
أتدري حتى وأنا أجزم أنني أكتب صك التحرر منك .. وأنا أكتب رسائلا لن تصل إليك أجدني أهاب الحروف التي قد تغضبك , ومع ذلك أضعها
كنوع من التقمص بقناع القوة أمامك
... الحروب في بلدي وكما توارثنا حكاويها كانت قمة الرجولة والنخوة ,وحوارات خفية عن ضعف مستتر وخذلان وحتى عن تراجع يجعلني أوقن أن التحرر هو قدر مقدر , تلك حكايتي معك , والتحرر هو قدر ربما أسعى إليه بأقدام مرتجفة لعلي لا أصل..


تعليقات

  1. إننا حين نحب بقوة تعمى العيون إلا من رؤية الحبيب أو ما يهوى الحبيب أو ما يروقه، قد نستعير نظره وشمه وذوقه...وحتى عقليته وما يقرأ، بكل أوصافه نهتدي، ننسى أن لنا كيان مستقل، لدرجة أن هناك أمور قد نكون لا نحبها فنصير نراها جميلة رغم أنوفنا، رغم مقاومتنا، قد يضاف عليها حلوة كحلاوة السكر أو العسل..
    بعد يقظة من حلم أو انتباهه من غفلة ندرك أن التحرر شيء لابد منه، كالمطالبة بالاستقلال حتى نستعيد مملكتنا المسلوبة ونقيم حكما ذاتيا مستقلا.

    ردحذف
  2. تعجبني قراءتك للنص ، لكن الجميل دوما أخي رشيد أن القلم هو آخر ما قد يتحرر منا لكن إن كتب يكون صك التحرر قد وُقع فعلا أو ربما نظن أنه قد تحررنا فجدلية العاشق لا تخضع لمنطق أبدا
    فكن بالجوار دوما فللرساءل بقية

    ردحذف
  3. فعلا الحب له قوى خارقه
    قوه تعمى البصر عن عيوب المحبوب
    تعمى القلب عن اشياء
    ولكن الحب ايضا يقتل ويذبح ويتعب ويمرض ويهلك صاحبه احيانا

    ردحذف
  4. أخي علاء
    صدقت لكننا لا نغفل أبدا أن جمالية الحب فيه
    مهما بلغت قساوته وجبروته وحتى ظلمه
    فنحن نحب لنحيا
    أشرك مرورك الطيب أخي

    ردحذف
  5. ماشاء الله وتبارك الرحمن
    سلم قلمك وسلمتي اختي من كل سوء
    بارك الله فيك
    كلمات في منتهى الروعة و الجمال

    ردحذف
  6. اهلا فاعل خير
    اسعدتني بتواجدك ايها الطيب
    فانا لن انسى انك كنت اول زائر لمدونتي
    تواجدك دائما له رونق خاص

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ