التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرسالة الثالتة . رحيل الأسطورة


                                                                

هل فكرت في أن تمحوا  تواريخ معينة  , وهل تنجح ؟ أم إنك مثلي تكتشف أنما حصل هو إخطبوط  ..مادة لزجة متولدة بمجرد لمسها للهواء .. تتوالد لتغطيك ولتسيطر على حواسك ولتصبح نقطة البدء ..
خطوت في شارع هو نفسه الذي  يفصلني عن بيت والدتي وأنا أفكر كيف أمحوك من ذاكرة كل من حولي واخبرهم انك قررت الرحيل الصامت، كيف أخبرهم أن الأسطورة انتهت،
اليوم قررت أن أكتبك بكل الخطوط والألوان , مستعدة أن أتحرر من كل علامات الترقيم لأجلك وحتى تكون صفحاتي بلا عقبات ..
كم أنت قوي وكلماتك تنطلق لتضع قوانين عسكرية لعلاقتنا، علامات مرور في شوارع الحب، ترسانات وتحديد إقامة ..
على مساحتي البيضاء، أنا حرة .. فكن حربا ..وكن عقيد الجيش ..
وكن شرطي المرور ... عسكر الجامعة .. حدود وهمية لأوطاني
لكن هنا في مخبئي السري منك أنا حرة
هنا أراك بكل الألوان , أحمر كدمي المسكب فوق كل ورود الحب
وأسود كقهوتنا المفضلة ... ماركة مسجلة ...
أتدري أمس وفي قمة غضبي منك قررت أن أشرب فنجان قهوة
على طريقة اعتدناها معا .. بكل الهدوء  أخد فنجاني  , أضع ملعقة قهوة
ثم ملعقة سكر، وقطرة ماء، وجلست أحركها بنشوة المتحرر مما غرسته بداخلي من قسوتك
رن الهاتف
الو، السلام عليكم
وعليكم السلام 
ما بك؟ كأنما تفاجئت
لا فقط كنت منشغلة بتحضير القهوة
سأتأخر قليلا
لا عليك تأخر كما تشاء
لا أدري كيف كنت بتلك القوة وأنا التي لا تطيق الابتعاد عنك
حالتي معك كالواقف على الطرف الأخر من النهر حيث تصبح الظنون المصدر الوحيد والرسمي لأخبارك وحيث لا حدود للخيال ..
حتى العرف والدين والحياء لا تحدها حدود وأنا لا أراك
لا تغضب من صراحتي وحتى تفاهتي 
لكن دمعي المسكب بلونه الشفاف على كل أطراف جسدي كأنما يغسلني من ظنوني، وصوت كاظم بأغنيته الحزينة ما عادا قادران على إعادتي لبر الأمان 
سنكون صديقين بعدما دمر العشق والشوق كل قلاعنا وصرنا عاريين
وحتى لا نتهم بالهمجية  ونحن بلا سقف ولا بيت.
الصداقة هي وحدها من تقبلنا في الشارع 
نتمشى حول هوامش صفحاتنا ، مفـتخرين بأننا خرجنا سالمين من قصة عنيفة رسمت كدماتها في ذاكرتينا.

تعليقات

  1. حلم

    مساؤك أحلام جميلة كحروفك.

    ميزة الأسطورة أنها لا ترحل.. تخترق الزمان والمكان لتترسخ في الوجدان الفردي والجماعي للناس والشعوب، وإن رحلت يوما فلأنها لم تكن أبدا أسطورة..

    ولذلك أيضا جاءت كلماتك لترسخ ديمومة الأسطورة ورغم شبح الرحيل... ولترسمها بكل الخطوط والألوان..

    استمتعت كثيرا بقراة النص..
    وبالانصات إلى صوتك المتميز.

    دمت بخير وسعادة

    ردحذف
  2. كل ما يبدو للعيان منحوتا على ذواتنا، راسما ملامحنا،ومصائرنا، إنما هو إنعكاس للتيار الذي يموجُ بأعماقنا..
    الإنسان ذاتٌ عميقة، تتجلى عبر تمظر ..
    أسلوب أدبي راق، والإبداع قد أنساب عبر هاتيك الكلمات

    ردحذف
  3. النورس الحزين4 نوفمبر 2010 في 1:39 م

    اختي حلم
    كلامات رائعه وجميله
    مع انها تتحدث عن رحيل الاسطوره
    ولكن هذا صعب لايوجد شيء لايبقى في ذاكرتنا
    لكن ماهي اغنية كاظم الحزينه اتمنى ان تزديني باسمها
    تقبلي مني كل الود والاحترام لهذه الكلمات والجميله

    ردحذف
  4. أخي ناجي أمين
    سعدت بتواجدك هنا بعد أن تعرفت على مدونتك التي تحمل اسما يعني لي الكثير
    فعلا أخي الاسطورة لا ترحل وحتى عندما نتكلم عن الرحيل فمجرد الكلام عن الأمر هو ترسيخ أنها ما زالت ولن تنتهي
    أسعدني مرورك أخي الطيب

    ردحذف
  5. أخي صلاح بخوش
    صدقت فعلا أخي ولعل أمطار حروفنا تغسلنا من أوجاعنا وإن كان الوجع هو نفسه الدافع للكتابة
    سعدت بتواجدك أخي
    وبزيارتي لمدونتك أيها الطيب

    ردحذف
  6. النورس الحزين
    راقني مرورك أيها الطيب
    وأسعدتني حروفك
    أشكرك

    ردحذف
  7. اغرب الامور عند تناقد القلب والعقل

    حقا انه الشتات ... ولكن ربما يكون بينهما طريق خلاص

    لن تجدي الهدايه الي الطريق الي من خلال ما يسكبه القلم من

    الم وعبرات

    احترامي / ميماتي

    ردحذف
  8. لك ميماتي
    وجودك هنا ينير حروفي المتعبة من قيض حرف احرقتني كتابته
    لكن لنقل كما قالت احلام مستغانمي في روايتها ذاكرة جسد
    اننا نكتب لنقتل الابطال
    بارك الله فيك ميماتي

    ردحذف
  9. رونق الفكر يرتسم مع كل حرف
    ومع كل كلمة وكل رسالة
    يصل للقلب فحواها
    ومعناها
    هي سر صغير يطوف عبر صدرك ويخرج
    مع قطرات الحبر الحرة
    يقطر هنا
    وهنا
    ليترك هواجسه عبر النفوس

    عزيزتي ليلي
    لكِ دوما كل الحب
    ولحرفكِ تقديرا واحتراما

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ