الوثيقة الوهمية

كلمة لا بد منها

نحن كشعب مغربي لم يكن لنا أبدا لا مطامع في ارض ليست لنا ولا عداوة مع أي شعب وخاصة الشعب الجزائري الذي نقدره ونحترمه رغم أننا نرفض رفضا باتا تدخل النظام الجزائري  في شؤوننا الداخلية بالسماح لشرذمة المرتزقة بالتواجد على أرضه لذا ومن حقنا أن نعبر ونندد وتسيل أقلامنا كما سالت دماء الشهداء من أجل تحرير الأوطان فليس هناك أغلى من الوطن وليثق الشعب الجزائري انه لو تعرض لأية هجمة سنكون متأهبون للدفاع عنه والوقوف بجانبه أسوة بأسوة لأننا نعرف قيمة الوطن في بلد المليون شهيد

واحتراما لكم اكتب كلمتي هذه ودامت الأخوة بين الشعبين

الوثيقة الوهمية

مدخل

     فشل في أن يخلق لنفسه انتصارا داخليا ففكر أن يخلق وهما له ولمن معه خارج مداره لعله يحرز انتصارا وهميا .

جلس يقلب في أوراقه بحثا عن وثيقة ما هو يعرف مسبقا أن لا وجود لها إلا في مخيلته لعل يوهم زوجته أنه على حق في دعواه ، بينما هي تحاول إعادة ترتيب ركن المكتبة الذي عبثت فيه يد ابنها الصغير ،

-         سترين سأجد الوثيقة الملعونة وسيكون لي الحق في فتح نافذة على الشارع ،

لم تعره اهتماما ومضت مغادرة الغرفة ، فأفضل جواب على كلامه هو الصمت ،

أنغاظ من الأمر ،

-         أكلمك وتتجاهليني وتخرجي  ، خرف أنا ، برأيك أنا خرف

لم تجبه ومضت تتنقل في البيت الذي يحمل بصمات أجيال على طابعه القديم ،

والذي لم يستطع زوجها حتى طلائه بالجير ليخفي الأسوار التي عرتها الأزمنة والأيادي ،وتمتمت

-         لا تجيد إلا الكلام

بينما كان هو ما زال يحلم بثمن البيت الذي سيصير في عنان السماء لو فتحت النافذة

وحتى إن لم يبعه فسيكون البيت أكثر إضاءة و..و..و..

أيقظته من أحلامه

-         اتصل بابنك واطلب منه أن يأتي في الصيف  ، راضية تفتخر بابنها الذي يأتي دوما محملا بأطنان الهدايا ، وأنا أبني حتى اللغة العربية تناساها كما نسينا

-         ابنك ما عاد ابنك ، يستعر منا سيدتي

-         وما به ابن راضية لم تسرقه الغربة ، لو رايتها أمس تتكلم عنه ، أو القميص الذي كانت ترتديه ثوب احمر حريري ، وأنا  كالخادمة بجوارها

-         سترين عندما نفتح النافذة على الشارع

-         أوف  أتعبتني ونافذتك  ،  المعتوه كان هنا  بالامس،  كعادته

-         لم عاد ؟

-         ليشتمنا ، ليهيننا أمام أهل الحي ، ليقول إننا جهلة  ومتخلفون

-          اطلبي له الهداية

-         لم تنفع معه لقد  استحل لنفسه ساعة جدك القديمة .

الكلمة أفزعته  وأخرصته لكنه عاد لتفكيره وللوثيقة الضائعة ثم أردف

-  ألم يخبرك بعنوانه

-  من ؟ المعتوه... لم  ؟ لا تتعب نفسك أكيد باع الساعة  واشترى بثمنها ما يأكله هو والشرذمة التي يرافق هذه المرة كان معهم متسول أجنبي لا ادري في أي مزبلة عثروا عليه

-   هو الوحيد الذي قد يساعدني في استرداد حقي  ، سأرسله لسي صالح ليكلمه بموضوع النافذة ، ما رأيك ؟

ومتى كان ذاك المعتوه  يتكلم كالبشر ، أم صدقت فعلا ادعاءاته ، لو رأيت رفقاءه ، شلة من قطاع الطرق

-         وهذا ما أريد

قهقهت بصوت عال وأردفت

تعجبني حينما تكذب وتصدق كذبتك ، ما دمت فشلت في استعادة ابنك المغترب

وأن تعيد لابنك الثاني عقله فلا أحسن من تعيش وهما في مخيلتك ثم أردفت

سي صالح - قاد بأشغاله - ولا أنت ولا عشرة من أولادك سيزحزحه من بيته....

تعريفات لا بد منها

سي صالح  .. المملكة المغربية

راضية ... الصحراء المغربية