التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تونس مصر وبعد




الكل يجزم أن لا علاقة للثورة التونسية بالمصرية إلا تحفيز بسيط وأمل بالنجاح لأن لكل بلد مميزاته ومطالبه أيضا فجلخ زين العابدين بن علي في تونس يقابله إسقاط نظام بأكمله في مصر ، لحظة تاريخية تسجل بفخر أن الشعب إذا يوما أراد الحياة فلا بد أن تستجيب الأنظمة لكن كل تغيير ما هو إلا إنهاء لأطول جملة استمرت لسنين فكان لا بد من وضع نقطة والرجوع إلى السطر لكن هذه الخطوة  وان اتخذت شكل وتسمية المكنسة فيبدو أنها مكنسة صممت بتقنية متطورة تمنحها صلاحية إزالة كل ما قد تشتم فيه رائحة الفساد فكان لا بد من تغيير دساتير بأكملها وقوانين وأنظمفكانت وقفة قضاة تونس وموظفي بنوكها ومجموعة من الإدارات في مصر حتى الشرطة التي وقفت ومارست فيلمها الإسرائيلي على شباب مصر العزل تقف اليوم لتطالب بتغيير قادتها أمر كان متوقعا فليس هناك عصا سحرية قد تحقق مطالب الشعوب بين يوم وليلة والمصداقية تتطلب صبرا واقعيا لا يجعل الإنسان البسيط يحلم بعالم مثالي ولا رغيف على باب بيته كل صباح لكن بكرامة وبمعيشة تساوي جهده وعرقه في بلد لأول مرة يحس إنها ملكه .
لكن للثورة ذيول وإغراءات والنجاح هنا وهناك يدعو بلدان أخرى للثورة ما دام ليس في بلداننا العربية من مدن فاضلة فإذا كان العراق يهيئ لوقفة 25 من هذا الشهر وله الحق كل الحق بما انه يختلف عن مصر وتونس اختلافهما عن بعضهما لأنه يعاني أكثر من غيره من استعمار أمريكي ومخلفات فترة تاريخية تركت وشمها على جبين شوارعها ودورها ومراكزها الاجتماعية  ، والجزائر أيضا بدأت تهب للمناداة بإزالة بوتفليقة الذي هيأ من الشرطة ورجال الأمن أربع أضعاف المتظاهرين لعله يجتث  غضب الشارع ، في اليمن كذلك الأصوات بدأت تتعالى ما بين مؤيد ومعارض  لتصبح صفحات ألنت منافذ تسهل على العالم بأسره نوعا من التواصل
والتحريض أحيانا وأبدع المصممون في رسم الشعارات وتوجيه أصبع الاتهام لكل زعماء الوطن العربي لذا لنتساءل هل التغيير هنا ضرورة تاريخية أم أنها موضة
فقط مع العلم أن ما حصل في تونس ومصر ليس إلا خطوة يجب أن يعقبها خطوات حتى نتكلم عن ثورة متكاملة وناجحة .



المقال منشور هنــــــــــــــــا

تعليقات

  1. اختي الفاضلة
    تونس ومصر ما هي الا بداية وسينفرط العقد لؤلؤة بعد أخرى
    طالما يظل الحكام قابعين على كراسيهم يغلقون الابواب في وجوه مواطنيهم لا يسمعون الا ما يريدون ولا يتابعون الا تقاريرا لا تبوح الا بما يريد كاتبيها لا تبوح بحقيقة البراكين الداخلية في قلوب الشعوب لا تبوح بالقهر والظلم فقط تبوح بأن الشعب يعيش افضل ايامه في عهد حاكمها الميمون
    تونس كانت اول امس ومصر بالامس واليوم اليمن وغدا البحرين ثم الجزائر فالعراق وليبيا وغيرها وغيرها وغيرها
    طالما الحاكم يحيا في قصره فوق البرج العاجي لا نتوقع ايقاف هذا النزيف
    لقد سقطت كرة الثلج ولن يوقفها احد
    تحياتي وتقديري لقلمك الواعي

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله الصحوه رجعت لجيل الشباب
    والله امتنا فيها خير مثلما قال رسول الله الخير في امتي الى قيام لساعه
    البارح كنا تونسيين و اليوم اصبحنا مصرييين و غذا ان شاء الله غذا كلنا امة واحده تسعى الى الرجوع لمبادئها و قيمهااا
    تحياتي لقلمك الراقي
    ^_^

    ردحذف
  3. عندنا يستشري الفساد والظلم، تتعالى أصوات تنادي بالحرية والعدالة..

    كنت هنا..

    ردحذف
  4. لازال الوقت مبكرا لنتكلم على موجة تغيير حقيقية تعرفها الامة العربية. الثورتين السالفتين ما هما الا البداية لسنا ندري هل ستكتمل حكاية الحرية التي ابتدأت ام انها ستنتهي عند البداية.
    نتمنى الخير كل الخير لهاته الامة.
    مودتي غاليتي

    ردحذف
  5. لك مصطفى سيف
    انا مع الثورة اخي لكن اذا كانت منبعثة من الداخل لا مجرد موضة وايضا اخي علينا ان ندرك انه يلزم تونس ومصر وقت طويل حتى نقول ان الثورة نجحت
    متمنياتي لهما بكامل التوفيق في بناء جسم صلب وخال من الفساد
    بوركت اخي وسعدت بمرورك

    ردحذف
  6. لك سفيرة المحبه
    طبعا هي خطوة مهمة جدا ولحظة تاريخية حاسمة علينا التعامل معها باتزان تام
    بارك الله فيك يا طيبة
    اسعدني مرورك

    ردحذف
  7. لك خالد أبجيك
    يسعدني مروك دوما اخي
    بوركت ايها الطيب

    ردحذف
  8. لك اميرة الامل
    هذا ما انشده فعلا فالثورة هي الان جنين علينا رعايته من عواصف شتى قد تعصف به
    بوركت يا طيبة واسعدني مرورك يا راقية

    ردحذف
  9. مبروك ليكى ولمصر

    ومبروك ليكى الحريه والعزه والكرماه

    ردحذف
  10. عزيزتي حلم
    لا أظن أن القيام في الثورة هي موضة بل هي حاجة ملحة عند الشعوب المقهورة لو قامت على أساس الموضة فهي فاشلة حتى قبل أن تبدأ لأن للثورة مقومات وأسس
    والثورة هي التي تنبع من نبض الشعوب وتأتي بعفوية وهي التي ستنجح لانها تيار من الغضب المكبوت على مدى السنين
    شكرا لطرحك الممتاز
    تحياتي

    ردحذف
  11. السلام عليكم

    أختي حلم، أتفق معك في طرحك الذي تخلل البداية، وأختلف معك في الخاتمة وبالتحديد هنا "هل التغيير هنا ضرورة تاريخية أم أنها موضة"، التغيير جاء في وقت لابد أن يجيئ فيه، فما بعد الضغط سوى الإنفجار، فقط عَدِمت الشعوب الوسيلة يوما، ولم تتمكن من رفع راية المطالب، لأن عصى الحاكم كانت طويلة، كان لابد من أن تكون حركة شعوبية إن صح التعبير، هذه هي سنة الله في الكون، فالدوام لله وحده، ومن لم يشهد عهده ثورة ولا انقلاب رغم قساوة الأوضاع وتردي مستوى كل الميادين فهو إما ملاك أو إله. أرى أن الحتمية التاريخية والضرورة الظرفيه هي التي جعلت الشعوب تثور لا يهم أنها تقلد أو أنها موضة أو غير ذلك، الذي يهم أن التجربتين أعطتا حلا وإن لم يكون مكتملا، ولكنه أثبت أن للظلم يوما، وأحست الشعوب أن لها قوة في الوحدة والتكامل وقول كلمة واحدة.
    هذا رأيي، مع تقديري واحترامي لرأيك.

    دمت بخير أختي الكريمة.

    ردحذف
  12. يسم الله وبعد
    طالما هناك ظلم هناك سقوط وخلع لهذا الظلم

    تقبلي مروري

    ردحذف
  13. السلام عليكم
    أختى الكريمة
    ما أروع الموضة إذا كانت سببا فى التغيير و الحرية
    لكن ما يحدث الآن هو أمر طبيعى فجميع المسلمين عبارة عن جسد واحد مكملين لبعضهم البعض
    تخيلى أختى الكريمة كيف يمكننا تحقيق حلمنا القديم الحديث فى تحرير الأقصى بدون تلك الصحوة الجماعية
    تحياتى لك

    ردحذف
  14. كلنا كنا نحلم بحياة افضل بكثير مما نحياها كلنا كنا نحلم بالحريه التى افتقدناها كلنا كنا نحلم برجوع الكرامه التى سلبت منا كلنا نحلم بغد جميل احسن من الامس نحلم بغد نعيش فيه فى رخاء وامان
    تقبلى تحياتى الاحـــــــــــــــــــــلام

    ردحذف
  15. أعتقد بأني ساختار الخيار الثاني

    الثورات في العالم العربي اليوم موووضة

    ليست كل البلدان مثل مصر وتونس ..

    وليس كل من هتف يسقط النظام اسقطه

    هناك شيء من منطق يجب أن نحكمه في تفكيرنا وفي قرارتنا

    أنا أتحدث الآن عن موطني الذي لا أدري إلى أين أوصلته الأيام .. وماذا يريد أولئك الذين قاموا بالثورة ..

    وضعنا الحالي رغم سوئه إلا أنه أفضل ألف مرة من أي وضع سيأتي بعد الثورة هذه إن نجحت طبعاً

    شكراً لطرحكِ هذا

    تقبلي تحياتي

    ردحذف
  16. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الثورة ما هى الا نتاج لقمع وفساد وظلم دام فترة كبيرة من الزمن تعاقبت على اثرها البطالة والغلاء والاهانة كل ذلك ادى الى طلب التغير

    من لا يحب ان يعيش حياة كريمة فى بلده وسط دفئ الاهل والاقارب والمعاملة الطيبة التى يسودها الاستقرار

    من يزرع خير يحصد خير ومن يزرع شرا يحصد شرا

    فمن يخاف اذن ؟

    ردحذف
  17. مساء الخير

    ومدونة جميلة ورائعة

    دمتم بكل ود

    ردحذف
  18. حبيبتي حلم

    "أن التغير ضرورة من ضرورات الحياة....فالطبيعة تغير نفسها من صيف لخريف لشتاء لربيع"

    هذا جزء من مقال قديم للكاتب محمود عباس العقاد

    وأنا مع هذا المقال قلباً وقلب

    التغير ضرورة سياسية وعسكرية
    وتاريخية واجتماعية
    في المنطقة العربية

    وليس موضة تأتي اليوم وتنتهي في الغد
    إنما ثوراتنا أعظم وأكبر من ان توصف بموضة

    تحيتي لك

    ردحذف
  19. لك ثورة الغضب
    اهلا بيكي يا غالية
    يسعدني تواجدك دوما

    ردحذف
  20. لك حرّة من البلاد..!
    يسعدني ردك غاليتي ويروق لي ان ننأى بالموضة عن الثورة العربية ان جاز لنا تسميتها كذلك لكننا في مرحلة حرجة علينا التفكير جديا في كل خطوة نخطوها
    بوركت يا طيبة

    ردحذف
  21. لك أبو حسام الدين
    لم نختلف كثيرا جا اخي فما حصل في تونس ومصر فتح بابا من الأمل لكن الثورة هي بناء متكامل اسقاط النظام فيه بداية فقط وليس نهاية والتجربتين تحتاجان لأكثر من سنة تقريبا لنقل انهما قد نجحتا ، لكن الا يوجد هناك في بلدان اخرى صحت اليوم باصوات تدعو لتغيير النظام فرصة لتغييرالجزء الفاسد فقط سواء كان حكومة او دستور او هيئات بدل اسقاط نظام كامل
    هو سؤال اطرحه معكم
    وشكرا لتواجدك الراقي دوما اخي رشيد

    ردحذف
  22. لك المنشد أبو مجاهد الرنتيسي
    كل البوادر ترسم الطريق للقدس اخي
    فكن هناك مستعدا لهذا القادم الجميل
    كن بخير دوما يا طيب

    ردحذف
  23. لك esraa
    ما اجمل الحلم حين يكون قريب المنال لكن علينا فعلا ان نكون في مستوى ذلك الحلم فاي فشل قد يعيدنا لقرون
    لذا علينا ان نكون اكثر توحدا واكثر مصداقية
    بوركت يا طيبة

    ردحذف
  24. لك الاحلام
    جميل ان نحلم اخي والحلم هنا يقف على ارجله مثلنا فلنقف معه وبجواره ونسانده لا ان نسرح بعيدا فنفقده من جديد
    كن بخير دوما اخي

    ردحذف
  25. لك المورقة عبير !!
    حتى لا نتحول الى انهزاميين وحتى لا ننقلب الى مع او ضد
    علينا ان نفكر جديا ان ما حصل في تونس ومصر خطوة مهمة ولكن فكما يجب ان يعقبها خطوات علينا ان نكون اكثر واقعيين ونعترف ان ليست كل البلدان كمصر وتونس وبالتالي تقليد الثورات هو عودة للوراء بالوطن العربي
    اسعد بمرورك دوما يا طيبة

    ردحذف
  26. لك مدونة سامكو
    جميل اخي ان نثور لكرمتنا ونطلب العزة والعيش الطيب لكن الاجمل ان نتحكم في الغضب ولعل الثورة المصرية كانت اكبر دليل على ما اقول ثورة تنادي بمطالب بطريقة مسالمة لا بغضب كان قد يجعلها تفشل
    اشكر مرورك الراقي اخي وتواجدك

    ردحذف
  27. لك د.ريان
    الاجمل تواجدك ورمرورك اخي
    بوركت يا طيب

    ردحذف
  28. لك زينة زيدان
    اهلا بتواجدك يا طيبة
    اذا اتفقت معي ان تونس تختلف عن مصر والدوافع هنا في جوهرها تختلف عن الاخرى ستدركين ان الغيير ضرورة تاريخية لا مفر منها لكن بخطوات محسوبة ومظبوطة ونجاح مصر لا لانها قلدت تونس بل بالعكس لانها انطلقت من داخلها ولم تطلب بتنحي حسني مبارك وانما بتغيير نظام باكمله
    لهذا فعلى من يقود الثورة في بلده ان يكون على علم بما يريد وبالخطوات المتبعة
    اتمنى ان تكون قد وصلتك فكرتي يا ارق صديقة

    ردحذف
  29. لكل ظالم نهاية يا حلم..والحقائق..ما هي إلا عدة أحلام تمنيناها وعملنا من أجل تحقيقها..مقالكِ يستحق التحية..تحياتي

    ردحذف
  30. لك هند سلامة
    تحية تقدير لشخصك
    فعلا غاليتي الظلم مهما طال عمرهقصير جدا وان نحيي شباب مصر وتونس وشباب ليبيا الان نهيب بابناء الوطن العربي ان يظلو قدوة للبناء لا للهدم
    والثورة تاخد مصداقيتها من حاجتنا لها لا من استنساخها
    بوركت يا راقية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ