لحظة لا تنسى

خوف  ورهبة أو ربما هو إحساس غريب لم أحسه من قبل ، فرح ممزوج بلحظة توهان فكري ، مع العلم أنها لحظة عادية جدا انتظرتها حتى تأخرت ، وربما ما زاد من هذا الإحساس هو أنني كلما سألت أحدهم عن الترتيبات أبعدني بحوار لطيف وكأنني ما خلقت يومها إلا لأمر يراه الناس بسيطا وهو اختيار القراءات لا أكثر ، حتى هذا الاختيار فشلت في أن أختلق له لحظة صفاء بداخلي تساعدني عليه ، أفتح كتابي وأغلقه ويتيه فكري في أمور أخرى خاصة بالتنظيم وأعود لأفتحه فيتشتت الفكر من جديد ويبدأ قلبي في الخفقان  ، تذكرت الرابط الذي قال عنه الدكتور إبراهيم الفقي في إحدى محاضراته ومارست طقوسه لأ جدني كلما انتهيت منه أعود لنفس الهواجس حتى أنني كلما استنشقت الهواء إلا وتكبد بداخلي وصار جسما ثقيلا يستوطن صدري ولساني لا يجد له من مراد إلا كلمة يا رب لعلها تدفع كثلة هذا الهواء وتعيد لقلبي الاطمئنان ،                                                                                                   

 طالت الأيام ما طالت وقصرت أخيرا خاصة بعد الاتصالات المشجعة من أناس اعرفهم ، فالحفل ما عاد حفلي وحدي  فالحاضرين أكبر من توقعاتي ،                                                                         

دقت الساعة التاسعة من يوم الجمعة المرتقب ووجدتني أجهز نفسي ساعة قبل الموعد وأنتعل آمالي وخوفي واحمل بعض النسخ الموقعة مسبقا لشخصيات رسمية وأتخطى حدود بيتي متجهة نحو قاعة الحفل

هل فعلا هو حلم يتحقق أم مجرد وهم ودوامة أرسمها لنفسي خاصة وأن صناعة الكتاب ما عادت تعد بذاك الانتشار المرتقب ،  ملايين الأفكار تحاصرني  أكثر بكثير  من الخطوات التي تعمدت مشيها لعلي أطيل  الزمن المتبقي ربما إصدار كتاب ليس إلا حلم صاحبه                                                   

 نظرة تشاؤمية رافقتني للحظة لكنها تبددت على حدود القاعة حين وجدت لافتة معلقة بالباب كتب عليها اسمي باللون الأحمر كنوع من الاحتفال بالمولود الجديد هذه الكلمة التي تراقصت على السنة الكل حتى وجدتني عروس في  ليلة زفافها محفوفة بأناس كثيرين و بقلوب مقدسية أبت إلا أن تحتفي بي  وتحضر للمرة الثانية لتعلن تقديرها لحرفي المتواضع  لحظات ما كانت لتنسى واسم ليلى تردد في قراءات شعرية وكلمات تغنت بي وبالمولود الجديد "هوس الحلم "

كم أنا فخورة بكم أهل مدينتي  وكم أنا فخورة بكل من تحمل مشقة السفر ليكون معي يومها والأجمل هو همس رئيس الوفد الفلسطيني في ادني وأنا أسلمه نسخة موقعة وأسترق منه وعدا بتكرار الزيارة حين فاجئني بقوله

- أعدك ... سنقيم لك تكريما في القدس