التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ولــدي

كان طفلا هادئا رزينا إسمه يوسف ما زالت ملامحه تزورني في نومي وصحياني ...عمره خمس سنوات.....
كان دائما يتخد آخر صف ليجلس فيه ليس عن كسل وإنما استحياء ...طبعه متميز..كل الأطفال أحبهم الذكي أحبه لذكائه والطيب لطيبوبته و النشيط لنشاطه كل طفل بالنسبة لي هو إبني ..أكاد أخترق دواخله لأعرف ما يحسه وما قد يضايقه ...فأنا أمهم التانية التي تتستفبلهم بعد الولادة وترضعهم وتغير لهم وتعودهم إن مرضو ....أحبهم ..ويحبونني..نقضي تمان سا عات يوميا ولمدة عشر شهور من السنة....
عرفت معنى الأمومةعلى أيديهم قبل أن تهبني الطبيعة أطفالا...معي تعلمو أول خطوة...وأول كلمة........وكتبو أول حرف......أولادي .........
أمرض إن مرضو .....لو غاب أحدهم تنقطع أنفاسي حتى يعود ....أتصور دائما الأسوء ....لكن عندما يعودون تعود بسمتي وأعود طفلة معهم ....
مرض يوسف دي الخمس سنوات ودخل المشفى ...قرر الطبيب أن لا بد من عملية جراحية.....بكينا .....دعونا.....واختنقت أنفاسنا في انتظار آخر الأخبار .....وجاء الطبيب يضحك ...
_ ما بكم العملية بسيطة لا تحتاج الى كل هذا لقد نجحت وكل الأمور بخير
فرحنا وحمدنا الله ....عدت لعملي أبشر من معي ....الحمد لله ...
قرر الطبيب أن يظل يوسف أياما النقاهة في المستشفى....أمر عادي والطفل حالته في تحسن كبير ........
مرت عشرة أيام والتقارير ما شاء الله على أحسن ما يرام ...وأنا بمكتبي بالمؤسسة أرتب الملفات فالدورة التانيةعلى وشك الإنتهاء ...رن الهاتف..كان الطبيب
قال _ لو مرضاي يحبونني كما يحبك يوسف
ضحكت وقلت والله ليس أكثر من حبي لهم
_ هل ستكونين غدا بالمؤسسة أريدك في مهمة
_ يشرفني الامر
_ يوسف يريد زيارتك ..هو الآن بخير ويحب أن يفاجئك بالزيارة ...طلب أن يراك
أدمعت عيني واختنق الكلام في داخلي ..حتى لا أدري يومها كيف أنهيت المكالمة ...فكرت في أشياء كثيرة طريقة الإستقبال ....ما سيقوله أصدقاءه ...سأجعله يوم لن ينسى
ألغيت كل اعمالي وبدات أتخيل تلك الساعة ....إنه ولدي
جاء الغد ولا أدري إن تاخر أم جاء قبل موعده ....كنت أحسب خطواتي للباب ..ثم أعود للنافدة
لا أدري إن كان سياتي بسيارة الطبيب أم بسيارة أبيه .......
رن الهاتف حملته دون اكثرات وقررت أن أجيب....كان صوت سيدة لم أميزه
_ أستادة...... إنا لله وانا اليه راجعون ...مات الطفل ....
أُلغيت المسافات ....والقوانين .....أُلغي العالم بأسره....لا أدكر إلا وانني أركض في الشارع .....وبداخلي صوتان واحد ينفي كل ما قيل
والآخر يتبث ....
لا أعي ولا أذكر ما حصل يومها ....إستفقت على صوت أمه تحضنني وتقول لي كان يحبك ....ويذكر إسمك الى اخر لحظة ....رفض النوم ليستقدم الغد ليراك ...
واعدني وكان النزيف قد واعده قبلي .......
قد مضى سنتان يا يوسف على ذلك اليوم ...لكنك ما زلت ضيف احلامي...لا تحدثوني عن القضاء والقدر
أعلم ما قد يقوله كل واحد منكم ...لكني لم أستطع نسيانه .......إنه ولدي..

تعليقات

  1. غاليتي
    اسعد الله اوقاتك بكل الحب

    حب كبير لا يعرف معانيه الا من يحملون قلبا كقلبك
    لا غاليتي لن اسمعك كلمات عن الرضا والقضاء والقدر اعلم وادرك انك مؤمنة
    لكني متاكدة ان تلك اللحظة كانت قاسية بل مؤلمة
    واصعب ما فيها هي المفاجئة فبعد كل هذا الانتظار وهذا الامل وذلك الفرح ..يهوي كل شيء في لحظة
    امام عيناكِ التواقة الى عينيه
    وامام احضانك المشتاقة الى حضنه الصغير الدافي
    ماذا اقول ...ااقول ادمعت عيناي
    ام اقول توجع قلبي
    اذا كانت هذه حالتي وانا فقط اقرأ كلماتك
    فهل لي ان اخترع شعور عبقري لاتلمس حالتك كيف كانت
    لن اقول سوى شيء صغير
    ان وجع الموت حقيقة مفجعة لا نملك ان نعمل اي شيء تجاهها ... هو الوقت وتلك الذاكرة ما نراهن عليهما لننسى ولو لوهلة بعضا من الامنا

    كوني بخير دوما

    ردحذف
  2. والله إنه احساس صعب جدا.
    رحمه الله تعالى.
    أنت فعلا مثال للمربيات الفاضلات.

    ردحذف
  3. إنا لله وإنا إليه راجعون
    كلامك أثر في كثيراً بكت عيناي رغماً عني
    تحياتي لك يا ذات القلب الكبير
    ودمتي في حفظ الرحمن

    ردحذف
  4. إن لله وإن إليه راجعوان
    رحمه الله تعالى وجعله من طيور الجنة
    الحمد لله لأن الحياة الدنيا ليس النهاية، هناك حياة خالدة تنتظرنا نلتقي فيها القريب والحبيب والغالي
    جمعك الله واياه في الفردوس الاعلى بعد حياة مديدة باذن الله .

    مودتي ايتها الرائعة :)

    ردحذف
  5. سامحك الله ليلى

    قلبى لم يحتمل كل هذا ابدا


    انا مش ناقصة اوجاع

    لكنى اعرف ماتقصدين لانى احياه كل يوم وكل لحظة
    صبرك الله على نفسك المرهفة فهى اعظم المصائب للانسان ان يكون مرهف الحس رقيق المشاعر


    رحم الله يوسف

    ورحم قلوبنا المتعبة
    كونى بخير ايتها الانسانة ...الانسانة

    ردحذف
  6. سكت الحديث وانطلقت العبرات لتحكي قصة
    قصة موت لا تموت
    وذكرى رحيل لا ترحل
    في القلب والوجدان باقية
    ...
    لا أعرف لِمَ نحن نحيي السنويات؟؟
    هل نعشق تعذيب الذات ؟؟
    أم لنثبت أننا والزمن في تحديات؟؟
    ...
    كم صعب هذا الشعور ؟؟
    وكم صعب ان يمضى من تحيهم ويحبوك ...!!
    وانت باقٍ كأن كتب عليك عيش مرار الذكريات..!!
    كلماتكِ مؤلمة أيقظت فينا كل الذكريات القاتلة..

    تحيتي لنبل احساسك

    ردحذف
  7. رحمة الله عليه أختي
    و جازاك الله على إحساسك الرائع و ضميرك اليقظ و مسؤولياتك أمام الله و أمام أولياء أمور الأطفال...
    ليتنا نجد أناس مثلك في كل مكام
    كنت هنا دمت بود

    ردحذف
  8. له الجنه حبيبتي :)

    أعرف جيدا أحساس الفقد وبالذات حين يكون المتهم موت

    أسكنه الله فسيح جناته

    تحية

    ردحذف
  9. فعلا وجعتى قلبي

    لكن رجاء دعى عنكى الأحزان

    فهو الأن ف مكان احسن مما

    كان فيه فهو ف الجنة عندنا

    الله وهل ما عند الله ضائع اللهم صبر قلبك

    اللهم ألهم أهله الصبر والسلوان

    ردحذف
  10. الله يعينك
    جميل هو احساسك بابناءك ومشاعرك الرقيقه
    الله يسعدك ويسعد يوسف
    يمكن هو يسحبك معه للجنه باذن الله لانك في يوم من الايام كنتي تعامليه كأم
    دمتي بكل خير
    واتمنى لك وله الرحمه .

    ردحذف
  11. تكتبين باحساس كبير و عالي

    بكيت لموت يوسف

    لنا حديث قريب ان شاء الله

    ردحذف
  12. بسم الله وبعد
    نهنئكم بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة
    كل عام وأنتم إلى الله أقرب

    موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
    صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي

    ردحذف
  13. لك أمل م.أ
    أتدرين غاليتي أمل انني انزلت القصة وبعدها وجدت صعوبة في الدخول الى المدونة
    سعدت بكلماتك يا غالية

    ردحذف
  14. لك أبو حسام الدين
    ربما الأمر لا يرتبط بالعمل أستاذي فحين تصادفنا الموت في عزيز وخاصة لوكان طفلا صغيرا ونجد انفسنا مجبرين علىتوصيل المعلومة بشكل مبسط يتقبله الصغار ويستوعبوها امر فوق ان يحتمله بشر
    اشكر تواجدك ومساندتك دوما استاذي

    ردحذف
  15. لك HSendbad
    بوركت اخي وشكرا لتواجدك ولكلامك الطيب

    ردحذف
  16. لك أمال
    لكلماتك غاليتي وقع السحرعلى نفسي
    بوركت يا طيبة

    ردحذف
  17. لك أم هريرة.. lolocat
    هو قلبك الطيب حبيبتي وانا ادرى الناس به لكن صدقيني حتى في دموعنا رحمة
    فسبحانك ربي

    ردحذف
  18. لك زينة زيدان
    ايتها الصديقة الغالية والاخت التي اشتقت اليها كثيرا
    ربما في احياء السنويات تذكير بالموت حتى لا نغتر بالحياةالدنيا
    لي عتاب بسيط وانت تعرفين السبب يا اغلى صديقة

    ردحذف
  19. لك simo boura
    اخي تسعدني دوما زيارتك لمدونتي وثق ان الناس الطيبين في كل مكان
    بوركت اخي

    ردحذف
  20. لك الغاردينيا
    يارب يا غالية وانا وانت كل المتواجدين هنا
    اشتاقه هذا ما في الامر حبيبتي

    ردحذف
  21. لك mena
    لقلبك الطيب اتمنى كل السعادة والهناء يا راقية
    كوني بخير دوما

    ردحذف
  22. لك عاشقة الشتاء
    يا الله ويارب يا غالية
    كلامك يثلج الصدر
    بوركت صديقتي

    ردحذف
  23. لك لا ليور دو لاطلاس
    سناء يا ابنة مدينتي دموعك جواهر يا راقية
    انتظر وصولك بفارغ الصبر غاليتي
    كوني بخير دوما

    ردحذف
  24. لكم مازن الرنتيسي ● أحلام الرنتيسي
    أخي مازن وأميرتي الغالية أحلام
    وانتم بكل الخير وبتحقيق كل أمانيكم
    بوركتم يا أرقى صحبة

    ردحذف
  25. سامحك الله

    أبكيتني

    جوزيتِ كل الخير ورحمة الله عليه

    ردحذف
  26. لك نور
    دموعك دليل على طيبة قلبك يا راقية
    اشتقت لتواجدك فلا تغيبي يا غالية
    او ربما انا من يغيب .... ربما

    ردحذف
  27. نهاية مؤسية لقصة حب حقيقي، في زمن عز فيه الصدق وعز الحب

    ليلى

    لقلبك الكبير ما يستحق من جمال وسعادة.
    دمت بإبداع.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ