التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كتب على الرصيف



 " إذا لم تجد ما تقرأ فاقرأ ما تجد "  
  هذا المثل ينطق
على مدينتي مع إضافة بسيطة وهي " إن وجد"  وربما يظل هذا هو سبب تعطشي  للكتب رغم توفر النت لتحميلها لكن حمل كتاب بين يدي وتقليبه والانغماس فيه أمر ممتع جدا .  فعادة ما يكون  سفري فرصة لغزو المكتبات بالمدن الأخرى  ،  بمدينة الجديدة مثلا تستوقفني أدراج مكتبة امتدت الى الرصيف  حيث أسعدني الحظ ووجدت  كتاب لكاتبي المفضل   الدكتور ابراهيم الفقي  اقتنيته  و قرأت أكثر من نصفه في نفس اليوم، ليجدني صاحب المكتبة أقف أمامه باحثة عن كتب أُخرى لنفس الكاتب 
 وكتاب آخر  لكريم الشاذلي المحاضرالشاب  ، مازحت صاحب   المكتبة قائلة                                                                                           
 أسرع قبل أن يراني زوجي  فهو يجدني أختلف عن باقي  النساء وكل مدخراتي أصرفها في شراء الكتب -
رد مبتسما  
 لا تهتمي له إقرئي وتحديه بأن لو استطاع فليعد بيعها -   
 ...ضحكنا من الأمر مع أنه ليس مضحكا بتاتا  فمهمة بيع الكتب أصعب بكثير من شراءها   
غادرنا نحو العاصمة لأجد واقعا آخر، كتب على الرصيف في شارع باب الاحد وأماكن عدة  وحتى على الشاطئ  بكورنيش تمارة ، كتب متنوعة أذهلني الأمر  وتحسرت على مدينتي  فرغم أنني كنت أتضايق من وجود الكتب على الأرصفة إلا أن الأمر هنا أعطاني إحساسا مختلفا على الاقل يمنحك فرصة التعرف على أسماء لم تكن لتعرفها...  ومؤلفات في مواضيع مختلفة    تأسرك وتدعوك للتبحر فيها ، في مدينة القنيطرة  الأمر مختلف  ، مائدة طويلة وعريضة صفت عليها  كتب متنوعة ما  بين  دينية وأدبية وسياسية 
واقتصادية وبلغات عدة وفوقها لافتة كُتِبَ عليها ب "خمس دراهم فقط "، أمر جعلني أحس ببعض الألم  فالأمر قد يعني ما يعني   
                                                                                                               سألت صاحب المكتبة المنهمك بتصفيفها
 - هل وصلنا الى عرض الكتب بهذه الطريقة ، لم يجبني وإنما-
 رسم امتعاظا على وجهه أشعرني أن الألم بداخله أكبر  

تعليقات

  1. والألم بداخلي أكبر كذلك ..

    صدقيني يا حلم أكثر ما مزّقني ذات مرة أنني دخلت معرضاً يبيعون فيه الكتب بالكيلوغرام ... للأسف الشديد ،،،
    تذكرت عهود العصر الذهبي لحضارتنا عندما كان الخليفة يضع وزن الكتاب المؤلَف أو المترجم ذهباً مكافئة لصاحبه ...
    ربما الكتاب كما اللإنسان أصبح رخيصاً ؟؟!!
    أو لربما انحدرت قيمة الكتب لسعة انتشارها وتعدد صور النشر وسبل نقل المعلومة والمعرفة ؟؟!!

    أنّى كان الأمر نسأل الله أن يتلطف بالحال

    شكري وتقديري لكِ حلم

    ردحذف
  2. ما أصعب هذا الإحساس فالكتاب الورقي فقد قيمته الحقيقية مقابل الكتاب الإلكتروني المجاني

    ردحذف
  3. أحسدكم ، أو بالأحرى المجتمعات الكبيرة التي تضم بينها جزء هائل من الكمّ المعرفي الإنساني ، فهي تمتلمك القدرة على مزج كفاءة الجموع في اجتلاب المادة المعرفية إلى مصافها و بأقل الأسعار ، هذا إذا لم نقل أن الأمر معانى أُخرى .. كإمتعاض البائع مثلاً ؟ .

    ردحذف
  4. لك نور
    فعلا الأمر مؤلم جدا ولا يبعث على التفاؤل وربما عما قريب قد تنقرض معنة الطباعة الا مما قد يشكل فواتير المطاعم وروشتات الأطبة
    بينما من يفكر في طبع عصارة فكره فعليه التفكير في وسية اخرى
    بوركت وبورك تواجدك يا راقية

    ردحذف
  5. لك كريمة سندي
    فقدان الكتاب الورقي وصناعة الكتاب قد تدخلنا في مرحلة انقراض لا ينفع معه الكتاب الالكتروني المجاني
    اتمنى فعلا ان يكون هناط ضوابط لهذا الأمر
    شكرا لتواجدك اختي كريمة

    ردحذف
  6. لك معتصم
    ليس في الأمر ميزة نحسد عليها انما هو نذير شؤم لمستقبل مظلم ..
    بوركت أخي معتصم لتواجدك

    ردحذف
  7. حتى وان اعتبرنا ان السعر متدنى مع ذلك انا ارى فى ذلك ميزة وليس عيب لكن المهم هو الاقبال على المعرفة وباى وسيلة كانت ولكنى اعتقد ان الكتب الورقية سوف تحتقظ بجازبيتها مهما تعددت وسايل المعرفة

    تحياتى المستعطرة
    وكل سنة وانتى بخير

    ردحذف
  8. كم هو جميل أن تكون علاقتك بالكتاب على هذا النحو من الرغبة لحدالامتلاك فهي علاقة صداقة قد لايشعر بها إلا من قطع عهداً بأعز صديق عندما يكون كالكتاب المفتوح .
    تحياتي لك وبالتوفيق دوماً .

    ردحذف
  9. "إذا لم تجد ما تقرأ فاقرأ ما تجد....إن وجد "

    مقولة رائعة بكل مفاهيمها

    دائما أتدبر المقولة المتكررة " القراءة غذاء الروح"

    لأفسرها وأترجمها وأرددها وأتدبر معانيها

    فما وجدت شيئا يتري اللغة ويصقل الشخصيات مثل القراءة..

    "خير جليس في الزمان كتاب"

    كم اشتاق لترديد كل ما يمجد الكتب

    موضوع شيق يستحق الحضور والقراءة والايمان بمحتواه

    شعرتُ بالغصة في قولك لاني ببساطة أشاركك الشعور

    دومتي بخير عزيزتي

    ردحذف
  10. السلام عليكم.

    غالبا ما يكون عرض الكتب في الأرصفة من الباعة الذين المتجولون، لكن أنا عهد بالكتب في مدينة القنيطرة التي زرتها أنهم يضعون طاولات لعرضها إلا بعض الباعة المتجولون كما قلت لكِ.
    امساك الكتاب بين يديك ليس كقراءته في جهاز الكمبيوتر، ولكننا نضطر لذلك أحيانا إن وجدنا نسخة جميلة وحملنا الشوق لقراءتها، قبل اقتناءها.

    اغبطك على هذه الحملة القوية على القراءة في الوقت الذي أحس فيه بالافتقار لذلك.

    تحيتي. وصيامك مبرور.

    ردحذف
  11. لك عباس ابن فرناس
    ربما تدني السعر هو المشكلة الاكبر ليس لانه قد يحط من قيمة الكتب لانها لا تقدر بثمن لكن الكتاب هو صناعة ايضا واستمرارها رهين بكونها قادرة على تغطية مصاريفها
    حتى تستمر عجلةالمطابع في الدوران
    فالكتاب هو نتاج فكري معرفي وصناعة ايضا وعلينا الموازاة بينها لنضمن بقاء الكتاب الورقي
    شكرا لمرورك اخي

    ردحذف
  12. لك تركي الغامدي
    اسعدني جدا تواجدك استاذي القدير تركي الغامدي وفعلا لا يقدر الصداقة الا من عرف الوفاء والكتاب ظل دوما رفيقي الوفي
    دمت بكل الود استاذي

    ردحذف
  13. لك زينة زيدان
    غاليتي وصديقتي قد نحتاج فعلا لدعم الكتاب الورقي واعادة احياء الشغف به لعلنا نضمن لاولادنا متعة لمسه والتمتع به ومصاحبته
    كوني بخير دوما يا ابنة الارض الطيبة

    ردحذف
  14. لك أبو حسام الدين
    استاذي ما عاد مشكلة بالنسبة لي طريقة العرض رغم اعتراضي المسبق على عرضها على الرصيف بقدر ما عرضها بثمن واحد بخس كمن يبيع سلعة بور مع انها احتوت علوما متعددة واسامي لها وزنها في الساحة الثقافية
    اما عشقي للكتب فلكونها صديق ما خذلني يوما
    دمت بكل الود استاذي

    ردحذف
  15. رائع

    يظل للكتاب حميميته الخاصة و عبق دفئه و قربه من الوجدان كصديق وفي

    أسوأ ما في أمة هو نفور شبابها من الكتب و العكس

    كثيرون هم الذين لا يقدرون الكتب في هذا الزمن

    شهر مبارك أختي

    ردحذف
  16. صديقتي

    جئتُ أبارك إصدار ديوانك الشعري الأول" هوس الحلم"
    كما أهنئ أخي رشيد على مقدمته الرائعة التي تحلل
    وتصف وتشرح محتوى الديوان..

    مبارك لكِ ولنا وللشعر العربي هذا الانجاز العظيم

    تحيتي

    ردحذف
  17. للأسف أمة إقرأ لم يعدوا يدركو قيمة الكتاب ..

    كل عام وإنتى بخير ..

    تحياتى

    ردحذف
  18. أتمنى أن تعود لمشاريع قومية للكتاب مثل إعادة نشر كتب مهمة وجعلهت بسعر رمزى .. لأن الكتاب فعلا عالم نبحر فيه ونستمتع كثيرااا.. أحييكى كثيرا وأتمنى أن إقرأ هوس الحلم لو تقوليلى كيف أحصل على نسخة يبقى كتر خيرك ..

    تحياتى

    ردحذف
  19. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
    يسرني و يشرفني أن أرفع إليكم أسمى عبارات التهاني و التبريكات بمناسبة مقدم عيد الفطر السعيد أعاده الله عليكم أعواما ً عديدة و أعمارا ً مباركة ً مديدة و كل عام و أنتم تنعمون بالصحة و العافية ..
    أخوكم: أبو يُمنى :)

    ردحذف
  20. كل عام وانتِ بكل خير

    عيدكم مبارك

    ردحذف
  21. بمناسبة عيد الفطر المبارك
    اتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات والأمنيات السعيدة
    أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير و اليمن و البركة
    وكل عام وانتم بالف خير

    ردحذف
  22. الف مبارك صدور الديوان ، بالتوفيق ان شاء الله
    وكل عام وانت بخير ، ينعاد عليك وعلى الأسرة الكريمة بالخير واليمن والبركات .

    ردحذف
  23. إنه السمتقبل المظلم عالم المجهول عندما نشتري الكتب بالكيلو غرام فماذا بعد ذالك من قول ...

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ