التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٠

شهيد يرفض الموت

ترجل قلمي من حبرك أنسج الصمت عنوانا مات شهيد آخر وشعبك في الذل غرقانا قال الطفل يا أمي ظننت الإستشهاد شانا وجدت قومي يشيعوننا ويستعجلون دفنانا هلَّلوا وصرخوا ونددوا وقبل الغروب ساروا في حياة اللهو ركبانا  لِمَ علمتيني أن الوطن غال نفديه بالروح والنفس فما صار إلا أني أُشيََّع ميتا أُشيَّع جثمانا لم أحرر شبرا من أرضي ولا عرف إخوتي الصغار الأمانا أوقفوا مهزلة استشهادي وقولوا طفل رفض الموت رخصانا أوقفوا دفني وأوقفوا الصراخ تصنعا والبهتانا وأيقضوا من مات قبلي فموتهم كان خطئأ سوء تقدير ونسيانا ولنعد رسم خريطة وطن نسلم فيها للعدو ترانا ونعلن استسلامنا لعل قلبه يرق ويبني لنا بزحل أوطانا

إنسلاخـــات

توقفت السيارة فجأة أمام الباب الزجاجي لتعلن انتهاء مسار سفر طويل ..مسارا من الألم وربما من العمر أيضا هذا ما خيل إلي وأنا أرقبه وهو يتعمد الانشغال بتفقد ملفي الطبي .. حاولت التمتمة بشيء ما لعلي أكسر جدار الصمت لكنه سارع بفتح باب السيارة.. ثم ترجل ودعاني للترجل .. لم يكن يفصلني عن المبنى إلا خطوات بعدد الإنسلاخات التي أتقنتها منذ اللحظة التي قررت فيها الموافقة والإذعان لقرار طبيبي المعالج ... خطوت الخطوة الأولى فارتسم أمامي انسلاخي عن عُشيَ الصغير الذي طالما احتضن أفراحي وأحزاني ووجعي ويقيني وخطوت خطوتي الثانية فتذكرت أمي وهي تودعني وتعدني أنه حين سأعود ستكون قد هيأت لي كل ما يخص الشهر الفضيل الذي لا يفصلنا عنه إلا أسبوعين تقريبا ..كانت تعدني وكأنها تقول - إن عدت - ثم خطوتي الثالثة ..والأصعب وأنا أودع طفلتي الصغيرة التي بدأت تمارس طقوس أمومتها المبكرة أمامي وتحتضن أخاها الصغير وفي عينيها الدامعتين سؤال واحد هل ستعودين ؟ والآن يأتي موعد الانسلاخ الأخير ..تذكرت زوجي وتمعنت في ملامحه لعلي أقتبس منها ما قد يعينني على التحمل . كان منهمكا بحواره مع الطبيب بتظاهر شديد ..

الرسالة الثانية . هواجس

هل أبوح لك بهواجسي يومها .. حتى وأنا أبكي قرارك الجائر كنت أبحث لك عن مبرر... ربما لا يستطيع الابتعاد عنها والأسوأ أن تكون قد أخبرتها بكل التفاصيل وغضبت ولإرضائها تقرر أن لا تأت ، أو أن لا نأتي نحن إليك.. كيف استطعت أن تخلق مني هذا الكم الهائل من التناقض غضب ورضا . اليوم قررت أن أنهي كل شيء وأن أفقد تلك الذاكرة التي تحملك وتلدك في تفاصيلي اليومية بمخاض لا مخاض فيه إلا ألمي بتذكرك تغازلني ابتسامتي وكأنك أنت المتربع فوق شفتي بكل شهوانيتك ترسم عليها بأصابعك كل التقمصات حزنا فرحا اشمئزازا وامتعاضا أحيانا حتى رحيلي عنك كان بوحي منك أي جبروت هذا وقفت في مكتبة الرصيف في المدينة الحارة , كنت أنت المطل من عيني , المتصفح لكم الكتب المعروضة , أدرك أنني مهما غصت في قراءة الكتاب , فهو لك في الأخير , لذا كان اختيارك لا اختياري رشيد نيني كاتب المقال المشهور ويوميات مهاجر سري .. توليفة ستعجبك , تشبهك في كل شيء الوجه المرسوم على الغلاف وتنقلات لم تكن واضحة المعالم إلا فيما بعد , أتدري حتى وأنا أجزم أنني أكتب صك التحرر منك .. وأنا أكتب رسائلا لن تصل إليك أجدني أهاب الحروف التي قد تغضبك , ومع ذلك

رصا صة الرحمة

لا أدري لم أحسست أن السماء قريبة اليوم ، ربما لأني ظُلمت كثيرا، وربما لأنها قررت أن تنطبق علي هي الأخرى وأن تريحني من عذاباتي ، تسللت لفراشي كمحاولة للهروب من الوخز الذي بدأ يمارس لعبته المفضلة في تقليص عضلات صدري ...فرغم أن كلام الطبيب كان مطمئنا إلا أني لم ألحظ ذاك التحسن الذي تكلم عنه، فالوخز ازداد أكثر من أي وقت مضى ، كم غريب كيف أن المرض استوطن جسدي كل هذه المدة ولم أشعر به قط ، وكم هي الأشياء التي تبدوا دائما على غير ما هي عليه ... هي سنة الحياة وأنا دائما أومن أن لكل بداية نهاية ، والخريف هي لعبة قدرية ترسم على شفاهنا اصفرارها ، وتجعل الخذلان رفيقنا ، فتخدعك عينك وقلبك وحتى نبضاتك ، وفي الأخير ترسم على الأطراف ذبولا يجعلك تعيف وجودك وتستعجل النهاية ، فلا تأتي النهاية تدللا ، هو قانون الطبيعة في أسوأ فصوله ... لا أدري حتى لم خطر في بالي الآن جارنا مولاي إبراهيم وطاقيته المشهورة التي كان يسميها طاقية الرضا وكيف يضعها على رأس الابن الأكثر سخاء وبالتالي يرغمهم على التنافس ووهبه يومياتهم ، كنت دوما أشفق على هؤلاء الصغار وأراهم ضحية مؤامرة سخيفة من الأب الذي لم يرحم قط طفولتهم

الرسالة الأولى . مــا عاد مهما أن تعود

ما عاد مهما أن تعود سأكتب لك كل يوم رسالة أنسج تواريخها حسب ذاكرتي وأنت أعلم الناس أن ذاكرتي ضعيفة جدا .. ممكن الا فيما يخصك , أتذكر أصغر التفاصيل لن أكلمك عن أول فنجان قهوة ارتشفتاه معا .. أتذكر ..كان أسوأ ما في المكان فنجان القهوة ذاك شاطئ جميل وصحبة تناسيناها ومقهى ووجبة غداء لا بأس بها ..وأنا وأنت متقابلين فرحين من تخطي قدرنا وقف النادل وقال من يريد قهوة .. لمعت عينينا كأنما هدية القدر توقيع لإتفاق جديد كان مذاقها سيئا نوعا ما لكن تلاقينا كان يحلي كل شيء ابتسمنا وارتشفناها وضحكنا حتى الثمل لا احد يرفض هدية القدر الصورة المعلقة في المكان ما زالت أشرت اليها وقلت هاهو .. وابتسمنا .... تقاسمنا أشياء عدة .. حتى حبة العنب .. ذاك كان هناك في غابة لا كالغابات أكاد أراك الآن تعدد كل ما اقتسمناه الموزة سبقتك اين كان الامر حاول التذكر أجل في السوق العثيق بمدينتك كانت ليلة حزينة أدمعت عينانا معا فيها قرب الرحيل تذكرته الان مرارته ما زالت عالقة بذاكرتي وغصة بقلبي للآن أتساءل .. متى قررت الرحيل عني ؟ أتذكر لعبة القطار .. يوم كنت أتنقل من محطة لأخرى وكانت النافذة لا تحيد عنك ¸,كنت أنت من أ

في مدينتي كنيسة

تساءلت كثيرا وأنا أمر بجانب الكنيسة بمدينتي عن سر تواجدها هنا خاصة بعد أن تشبعت بفكرة المسيحيين والدعوات التبشيرية التي عرفت في القرون الوسطى ، فحاولت التاكد من الأمر رفقة رفيقات لي دفعنا إحساس المراهق فأحسسنا أننا واعون دون غيرنا بما تعنيه تواجد كنيسة بمدينتنا الصغيرة الهادئة. أخدنا موعدا مع البابا وكان في استقبالنا طبعا ، لم نكن ساعتها نرتدي الحجاب لكننا تعمدنا أن نلبسة وأن يكون لباسنا لباسا محتشما ، فنحن سنقابل مسيحيا وعلينا أن نظهر له مدى تشبتنا بإسلاميتنا وأن دعوته التبشيرية فاشلة لا محالة ، كان للكنيسة جرس معلق في السقف به خيط مدلى جررت الخيط ، ففتح الباب ووجدنا أمامنا رجل متوسط العمر بلباس أنيق ، ينم عن شخصية محترمة حقا ، دعانا للدخول وبعد خطوتين ونحن في غمرة التمعن فيما نراه أمامنا ، أشياء لم نتعودها في مساجدنا ، كراسي وصور معلقة وأشياء كثيرة ، التفت الأب الينا وقال أول ملاحظة – لم تزيلوا الأحذية .. ثم أضاف هذه الأشياء الصغيرة هي ما تفصلنا عن بعض ، ساعدتها بدانا نستفيق من تأملاتنا للمكان وما فيه ، فالواقف أمامنا يحتاج لكل تركيزنا لنفحمه ، فلا أدري لم أحسسنا ساعتها أننا في ح

محـــــــاكـمة ناجي العلي

 دعني أستعيرك حنظلة دعني أستعير لباسك وتجاهل الناس لك  دعني أدير ظهري لكي لا أبصر الشامتين في قدري الدامعة عيونهم من الضحك القاطنين في مخيلتي ويرفضون الإعتراف دعني يا يا حنظلة أعيد نسج تاريخي بطريقتي أكتب عن مملكة أفنيتها وتفنيني فما عاد الأمان في قلوب أحبتي أمانا سأتقمصك حنظلة وسأتجاهل المتجاهلين سألف يدي وراء ظهري وأربطها وراء ظهري حتى لا تمتد للسلام عنوة وسأعتدل برأسي لما بين السماء والأرض فلا أرفعها ويقال تذللا ولا أنحني فيقال خاضعا .... أعرني يا حنظلة مواقفك حين يكون التجاهل موقف من لا موقف له دعني أستعيرك حتى أستطيع محاكمة ناجي حتى نشنقه في ميدان عام أايقضنا من غفلتنا وفي قبره ينام كيف قطرات دمه بالسيارة المفخخة تنام وكيف نشيع جسمه ورسمه يظل فينا كالموت الزئام فلنحاكمه لجرمه ... لظلمه ... لعلنا نرتاح وننام محاكمة ناجي العلي ميت كنت حي لا زلت حي فينا حي فيهم محاكم أنت بتهمة الخيانة خائن لعرف غرف النوم خائن لقانون السكينة فينا حنظلتك حاف يتسحب لكشف عوراتنا يتسلل ليكشف الضعف منا حنظلتك بلا بيت ولا مأوى ولا غرفة نوم ولا مطبخ ولا حمام ففينا ينام

تحية شكر لمن أعادني للتدوين من جديد

كلمة شكر أكتبها لمن كان له الفضل لإعادتي للتدوين من جديد ، فأحيانا لا ندرك قيمة الأشياء إلا عندما نفقدها ، أشكرك يا من علمتني أن ألج المكان لأعبر عن رأيي ، فعندما أقفلت مدونتي للمرة الأولى ، كنت مقتنعة كل الإقتناع أن التدوين يشبه الصراخ في عقر زجاجة وإن عدت اليوم فلأني آمنت أن هناك من علي أن أبلغه صوتي ، وعليه أن يدرك أن الصوت مني يكفي لكي يعرف من هذا المحاور الذي يكلمه.. فشكري لمن نادى بحرية الرأي والتعبير وأقفل أذنه لما تعارض فكري بفكره شكري لمن استخدم سلطته فيمحو ردين لي في مدونته شكري لك لقاسم الغزالي صاحب مدونة بهموت __________ عندما نشرت موضوعا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، امتعظت جدا وتمنيت لو أنني قاصرة الفهم وأنك قد تلاعبت بالألفاظ حتى أنني أسأت الفهم ، فاشمزت نفسي للأمر ولدخول الصفحة وكان ذاك أضعف الايمان مني ، وبعد نشر الرسالة التي توصلت بها وتعليقك عليها وترجمتها للإنجليزية ، أحسست بعجزك في التعبير عن نفسك فعادة عندما نحس بالعجزنحاول استغلال مواهبنا في التأويل فهذا معناه أننا لا نؤمن بحرية التعبير وإنما نحن مسخرين فقط لنوصل أفكار تم حشوها بفكرنا وصدقناها ومن الغباء أن نعت

لنقل أنه عيد

لنقل أنه عيد تجاوزالنقل أنه عيد بفرح حزين وبوطن شريد بحضن امراة ثكلى وبدموع يتيم وحيد تجاوزا لنقل أنه عيد سماؤه كالسماء في كل مكان الا أن الأمان ما زال شريد وأرضه تزهر وردا وتنبث قمحا ليس له من حصيد تجاوزا لنقل انه العيد رغم الألم والحصار ورغم قيود من حديد ما زلنا نفتل الفرحة بأذن الوليد وطفلة مزهوة بكسوة العيد حمراء كدم الشهيد

صراخ الروح

أيا وائدا قلبه قبل أن ألقاه   كيف أحببتك   وكيف جئت جوفا اليك أرعاه   وكيف اختارني الدفء من قلبي   وأشار الى سماك وسماه   ما بالي أعشق خرابا   ظننت أن قلبي وجد به سكناه   أبعد أن أتهتني بنساء   وقلتُ يكفيني أن أكون من نساه   تقول لي ترجلي   عن فرس أحلامك   فما دخلت بعد لدنياه   وتشيع حبي لقبر   وتقول هنا لقلب منك متواه   أحبك وما قلتها جهلا   وكيف الحب   وكيف العشق منك أتاه   اصدقني القول   ولا تدعي أنك بلا قلب   لاني سأُحبك أكثر بلاه   وأقول أنك وأنت خالي الصدر حضنتني   فكيف لو كنت بقلب   لكان لعمري اليك نجواه   خدني اليك قلبا   أعشق ما تعشق   وأهوى ما تهواه   سأضخ الدم من عروقي   ويسري مني اليك بفحواه   وسأحب كل نسائك   وسأرضى بما ترضاه   وانكسر من غدر   وأحميك من الشوق وما يغشاه   وأرتعش   وأرتعد   وأكون خادما انت مولاه   أموت لو أمرتني   وأحيا   إن كان ذا ما تتمناه   فقط لا تتكلم عن قلب   مات والا فالقلوب   بعدك حتى إن عشقت   ما بلغت من الحب منتهاه   بعض من صراخ الروح

لمصارحة

كان يرقبني من وراء أكوام الورق ,وكنت متوجسة من نظرته تلك مع أنني أحاول تصنع القوة والشدة , اعتدل في جلسته مدلدلا رجليه من على سطح مكتبي , استمررتُ أنا في تفحص صفحة ما كنت لأرَ ما فيها لأني كنت منشغلة بالتفكير في ردة فعله .. بدا هادئا ..رزينا .. كأنما يبحث عن سؤال يبادرني به أو عن تفسير مقنع لقراري هذا , ترجل وبدأ يمشي بخطوات موزونة أمامي كظابط شرطة محنك وأنا أقنع نفسي أنني أملك من المبررات ما يجعلني سيدة الموقف دائما .. تذكرت القولة الشهيرة أن خير وسيلة للدفاع -أجل الدفاع لإني أدرك أنني مطالبة بتبرير موقفي – هي الهجوم . سالت بثقة تامة - ماذا ستفعل الآن ؟ - فيم ؟ - أخبرتك أنك ملزم بالرحيل اليوم - والى أين ؟ - الى أي مكان تختاره ..أنت حر الآن - وماذا سأقول للناس وكيف سيتقبلون شخصية وهمية مثلي .... ماذا عن ماضي ومن أكون ؟ -كما قلت لك وكما كررت مرارا لست أول كاتب يخترع شخصية ويلبسها نمطا معينا ويجعلها تعبر عن مواقفه - والان ؟ والآن ماذا ؟ اتضحت مواقفك وما عدت في حاجة لي - لا انما كنت مرحلة وانتهت - ولو سألني الناس ماذا سأقول لهم .. سامحوني فأنا قررت الرحيل عن زمن

شمعة أمل ..كم أحتاجها