التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١١

أستسمحك مصر

أستسمحك مصر وأسألك عذرا وليدك بات بالليل البهيم يبكي وعيني لا تلمح غير حبيبين على نيلك يقولان شعرا وعجوز تغزل من عجزها صبرا ويتيما بظلال بناياتك الباصقات بات بالعراء مات في العراء  مات قهرا وأذني لا تترنم إلا لمعزوفة توقد نبض القلب جمرا كرهت الشعر ونبذته يوم صار غمامة وشاشة مظللة للظلم حتى لا أكاد أرى الجور فخرا أيا أما حملت وليدها وسعت بين المقابر تقول وا معتصماه فاض بي الكيل فليس بعد الفقر إلا كفرا وتجيبها الأموات من تحت الثرى ألا ثوري يا امرأة فما مات الناس من رصاص الجند ولكن للموت أجل وليس بعد الأجل عمرا ثلاثون عاما وما زالت سماءك تشرق بالشمس ونيلك يفيض خيرا وأراك تشكين بردا والجوع بمضاربك من أجساد صغارك يقتات ثمرا أيا امرأة ثوري فكل صرخة من تحتك تلد معتصما  وطارقا  وخالدا وعمرا وفيك الصخر  روضه الزمن وزاده صبره قدرا من قال إن النصر بعيد المنال فزمان فرعون انتهى وذا زمان يقول فداك الروح والنبض  ونصيرك الله يا مصر     ثورة المصريين  غضب  حليم  انتفاضة صابر   قسوة  طيب  سخط راض...

زئبق الذكرى

فَتَّشتُ في أوراقي وبحثت فيها عن الباقي وجدت وهما وزئبق الذكرى وبعض يراقي قلت والحلم الذي كان تبخر كما  عطر الاشتياق بعد اول لقاء ووهم البعد والدمع الدفاق هي سُنة الحياةِ وفصولٌ تَعقب دون تلاقي كشمس وكقمر وخُسوف يسعى لانعتاقِ  هو كأس شربت منه حلو بعضه والمرارة كل المذاق  جرعتها كماش في الصحراء يرى الموت نهايته عطشا او سما أوبفحيح شمس حراق أيها القابع في ركنه تذكر أني يوم قرعت الباب كان بجعبتي من الميانة باقي ويد قبَّلها طوعا ولا أرضى أن تمسك في خناقي هي دورة الزمن وقد آمنت أن الزمن هوايته تفريق رفاقِ

عيون القلب

أمسك الفلسطيني ذي الخمسين عاما عوده كطفل صغير وراح يدندن وعينيه مغمضتين حتى خلته لم يلمح وجودي وأنا المتطفلة التي قررت أن تجلس بمجلسه اليوم دون إذن مسبق ، كانت عيني تفترس  كل شيء ، أناقته المتناهية ومكتبه وكل الخلفية  حتى باغتني بالسؤال - لمن تحبين أن تسمعي ؟ أجبت ودون تفكير - نجاة ابتسم للاسم ثم نظر إلي بعينين فاحصتين وقال - آه من عيون القلب ثم قهقه عاليا ربما لأنه لمح بعض الخجل المرتبك في نظراتي وراح يغني بانسجام تام              انت تقول وتمشي              وانا اسهر منامشي              يا لي ما بتسهرشي              ليلة يا حبيبي بقدر حبي للأغنية إلا ووجدتني أحس بتناقض تام ، فكيف لهذا الفلسطيني الذي عاش عمره  تحت وطأة الاحتلال أن يتصرف بكل هذا الهدوء وان يكون بهذه الأناقة وان يعيش مع كلماتها ، لم تكن الأغنية إلا خلفية موسيقية للصخب بداخلي فلم استمتع بها كما افعل كل مرة وإنما أغمضت عيني فتراءت لي مشاهد تعودنا ها لذلك الصراع اليومي في القدس إلا أن كسر المشهد فلسطيني مغترب ، قال - لم لا نقيم يوما فلسطينيا نناقش فيه  القضية و نستمع للاغاني الفلسطينية ،كلامه أعاد بعض التوازن في فكري أيقض

زائرة الحلم

                                                   جلست شريكتي على طرف السرير مدلدلة رجليها وهي تدير رأسها في كل أنحاء الغرفة البيضاء التي لم تكن بيضاء تماما كما أردفت دون حتى أن تنظر إلي بينما أنا ممتدة على سريري غارقة في عالم كله مخاوف وهواجس ونقاط ضعف لا تنتهي التفتت إلي قالت -          أيزعجك أنني هنا -          ماذا ؟ -          أيزعجك أنني تسللت وسط حقيبة الملابس لألحق بك -          لا أجبتها دون إكثرات فهناك أشياء أهم بكثير من وجود ورقة تمشي وتتكلم بغرفتي  ، و ربما العكس ربما أنا احتاجها أكثر مما تحتاجني هي ولو أنني كنت ارفض أن تراني وأنا ضعيفة كما الآن لكنها أقرب إلي من بشر المحهم من وراء الزجاج المظلل مجرد خيالات رمادية تمر ذهابا وإيابا قالت شريكتي -          الم تملي ؟ -          ربما -          ربما أم أكيد؟ لم تكن شريكتي لتلتفت إلي وهي تدرك أن دمعي بدا يتسلل على خدي -          لم تبكين ؟ قلق ، خوف ، ضعف ، وحدة.... كانت الغصة بحلقي تمنعني من الجواب على السؤال المطروح أو ربما كان الأمر  سؤال أعمق  يطرح نفسه بداخلي وأنا غرور الأنثى يمنعني حتى أمام هذه الشريكة الورقية من البو