أستسمحك مصر وأسألك عذرا وليدك بات بالليل البهيم يبكي وعيني لا تلمح غير حبيبين على نيلك يقولان شعرا وعجوز تغزل من عجزها صبرا ويتيما بظلال بناياتك الباصقات بات بالعراء مات في العراء مات قهرا وأذني لا تترنم إلا لمعزوفة توقد نبض القلب جمرا كرهت الشعر ونبذته يوم صار غمامة وشاشة مظللة للظلم حتى لا أكاد أرى الجور فخرا أيا أما حملت وليدها وسعت بين المقابر تقول وا معتصماه فاض بي الكيل فليس بعد الفقر إلا كفرا وتجيبها الأموات من تحت الثرى ألا ثوري يا امرأة فما مات الناس من رصاص الجند ولكن للموت أجل وليس بعد الأجل عمرا ثلاثون عاما وما زالت سماءك تشرق بالشمس ونيلك يفيض خيرا وأراك تشكين بردا والجوع بمضاربك من أجساد صغارك يقتات ثمرا أيا امرأة ثوري فكل صرخة من تحتك تلد معتصما وطارقا وخالدا وعمرا وفيك الصخر روضه الزمن وزاده صبره قدرا من قال إن النصر بعيد المنال فزمان فرعون انتهى وذا زمان يقول فداك الروح والنبض ونصيرك الله يا مصر ثورة المصريين غضب حليم انتفاضة صابر قسوة طيب سخط راض...