التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

الرسالة الرابعة .ما بعد الرحيل

كم جميل أنك رحلت، أقولها بصدق، فلا تصدق من يقول أن الحب لا يعرف نقطة نهاية، بل الحب هو ما يستطيع أصحابه أن يعيدوا رسم مواقعهم خارجه، فأجمل قصص الحب هي التي تمنح للمحبين مسافات أكبر لإعادة ترتيب الأوراق، للحلم، للتخيل، وأنت منحتني أكبر مساحة ممكنة بحجم ما عشناه معا وما لم نعشه، فاتركني هنا على حدود جسدي أعيد رسم التواريخ والأحداث بطريقتي، ما قلته وما لم تقله، أشياءنا الصغيرة التي اقتسمناها، قبلاتنا التي سرقناها خلسة، فدامت فينا أكثر مما قد تدومه القبلات عادة، جمالية أخاذة، حتى دموعك سيدي التي كنت تدرفها في لحظات ضعفك بين يدي حتى تتيح لي فرصة احتضانك لتضع رأسك على صدري وتجس نبض كان يرقص طربا لمقدمك ووجودك والآن لجحودك وبعدك وهجرك، لا تعتقد أنني غاضبة أبدا، لأني أنا الأصل وأنا من علمك كيف تلامس امرأة وكيف تراقصها على بعد أميال، وأنا من رسمتك رجلا تقليديا وأنا أستشيرك في كل التفاصيل حتى لا ألبس إلا على هواك، وأنا من علمتك كيف تتسلل وراءها لتحضنها، ومن يدي كنت تشتهي كل وجباتك وتأكلها بشراهة من يأكل الطاهية لا الأطباق، لذا لست غاضبة، فقط منبهرة كيف تراجعت عن مبادئ كنت أراها فيك رمز رجولتك

إنا لله وإنا اليه رجعون .. ليرحمك الله أستاذي

كنت رفيقي ,استاذي ونصيحي وكنت أقرب الي من نفسي كلما أحسست بضيق أو بانكسارة ألم ، أن أكتبك اليوم بحروف أمر يتجاوز قدراتي ودمعاتي تسبقني ، هل تكتب الأحاسيس بالحروف ، هل تنسج المشاعر كلمات وأنت كنت أقرب لي من ذاتي لساعات طوال ، حتى حين أمتطي صهوة التخادل والإستسلام كنت هنا بقربي تشد من أزري وتنصحني وتشعل الشمعة التي تمحي كل ظلام نفسي وتنير طريق الأمل ، ومثلي كثيرين أعرف وليس لي من عزاء فيك أستاذي الا أن الموت قدر كل حي . لا أدري إن كنت أبكيك اليوم أو أبكي نفسي ولكنني أعرف أنك ستظل هنا قريبا مهما رحلت وستظل كلماتك تنير لي الطريق وللتائهين مثلي . رحمك الله أستاذي وانا لله وإنا اليه راجعون ليرحمك الله أستاذي .. كم كان أملي أن التقيك يوما ...