التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معرض بمدينة الصويرة تحت شعار " الايمان بالتعايش سبيل للسلام العادل والشامل"



لطالما كان تراث الأمم الفني وتقاليدهم ركيزة أساسية   من ركائز هويتهم الثقافية  وعنوان التراث الفني والتقليدي الإسلامي كما الأمر في القدس.
ولطالما كان الثرات الثقافي للأمم منبعا للإلهام ، ومصدرا حيويا للإبداع المعاصر ينهل منه فنانوهم  وأدباؤهم شعراؤهم ،كما مفكروهم  فلاسفتهم ، لتأخد الإبداعات الجديدة موقعها في خارطة التراث الثقافي للأمم .وتتحول هذه الإبداعات  تراثا يربط الحاضر بالماضي ، وليس التراث الثقافي معالم وصروحا وآثار فحسب ، بل هو أيضا كل يؤثر على الإنسان من تعبير غير مادي ، من فلكلور  ، وأغان وموسيقى شعبية وحكايات ومعارف تقليدية يتوارثها الإنسان عبر الأجيال والعصور ، وكذا تلك الصروح المعمارية المتعددة والمختلفة ، وتلك البقايا المادية من أوان وحلي ، وملابس ، ووثائق ، وكتابات جدارية وغيرها ؛إذ كلها تعبر عن روح هذا الإنسان ونبض حياته وثقافته .
إن التراث هو تراكم خبرة الإنسان في حواره مع الطبيعة .وحوار الإنسان من الطبيعة يعني التجربة المتبادلة بين الإنسان وأخيه الإنسان ،ولذلك كان التلاحم والتعايش بين مكونات التراث الفني الإنساني نموذجا  فعليا يحتدي به في الواقع الذي يعيشه الناس في حياتهم وفي احتكاكاتهم وحواراتهم وتكاملهم مع بعضهم البعض .
لاشك أن الثرات يمثل الذاكرة الحية للفرد وللمجتمع ، ويمثل بالتالي هوية يتعرف بها الناس على بعضهم البعض ؛كما أن الثرات بقيمته الثقافية والإجتماعية يكون مصدرا للتعايش والتضامن والتكامل .... ذلكم أن تراكم الخبرات يكون الحضارة وتراكم المعلومات يكون الذاكرة ،لذلك وأكثر كان هذا المعرض الأول الذي نظم بمدينة الصويرة تحت شعار " الايمان بالتعايش سبيل للسلام العادل والشامل" من قبل جمعية القدس للبحوث والتنمية  في القدس بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور وجمعية شباب المستقبل للثقافة والرياض
بفضاء مذكرة 21 بساحة مولاي الحسن .
أهداف المعرض
*المساهمة في تقوية التمازج والتلاحم والتكامل بين الجالية المغربية – بشقيها الاسلامي واليهودي والمسيحي – وبين الوطن الأم المملكة المغربية
*إظهار التعايش بين الحضارات والأديان من خلال تنوع المعروضات
*إبراز أوجه التراث لكل مكونات المجتمع المقدسي .
*إبراز مهارات الصانع التقليدي المقدسي
*دعم جمعيات انسانية تعنى بالأطفال في اقليم الصويرة
*فتح جسر تعاون وإيجاد علاقة متبادلة على مستوى المجتمع المدني بين القدس ومدينة الصويرة والمملكة المغربية عموما
*أن يكون المعرض نقطة انطلاق للترويج لمبدأ التسامح والتعايش والتحاور بإعتبار أن الصويرة تعتبر قصة نجاح ودليل حقيقي على وجود ونجاح هذه الفكرة وقدوة يحتدى بها في هذا المجال .
* إظهار مدينة القدس كتركيبة فريدة ومتنوعة الأطياف متحدة دائما كانت ومنسجمة على مدى التاريخ .
المعرض عرف إقبالا كبيرا من طرف سكان الصويرة وزوارها ، ولقي لجنة المقدسيين ترحابا كبيرا من لدن بعض جمعيات المجتمع المدني بالصوبرة .
                                                                                                       مقال نشر لي في اخر عدد من بجريدة العبور 

تعليقات

  1. نشاط رائع يعرب عن مدي التفاعل الاجتماعي والتراثي بين مدينتنا العزيزة وعاصمتنا العربية وبين المغرب الشقيق
    أشكرك على وصفك الحقيقي والذي يلامس الواقع ، فالتراث هو جزء من موروثنا الثقافي والاجتماعي وجزء من ذاتنا كما اود ان أضيف أن التراث هنا هو وسيلة لاثبات الهوية الفلسطينية للأرض ولكل الأشياء..
    أشكر شغفك بقدسنا وبوطننا العظيم وغن شا الله تكون لنا صلاة تجمعنا بكم في رحاب أقصانا الحبيب وتحت قبتنا المشرفة..
    لكم تفخر القدس بحبك لها ولكم أفخر بمرفتي بكِ
    لكل حرف لكِ منا ومن أرضنا له
    ألف سلام

    ردحذف
  2. فكرة رائعة ونشاط كبير يستحق الثناء والتقدير
    بارك الله في كل من قاموا عليه
    تحياتي

    ردحذف
  3. حلو كتير .......القدس ليس ملك للفلسطينين بل هي أرض السلام بتوسع الكل ........

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    إن التعايش مطلب إسلامي وهو ما يصبو إليه كل مسلم مؤمن بعقيدته، لكن لابد من تحقيقه أن يتوفر الطرفين على قناعة تامة بالأخر وبإعتباره وأن يكون الإحترام أساس دينه ومعتقده وموروثه الثقافي والعلمي، وأن لا يسلب أو يمسخ أو يشوه بغير حق.
    الصويرة مدينة يطبع عليها طابع التسامح والتعايش وهذا معروف عنها وقد زدت تأكدا بزيارتي لها.
    وفقكم الله وسدد خطاكم

    ردحذف
  5. تحياتي لشخصك الكريم ... جهود مشكورة تسهم ولاشك في أهمية التعايش المشترك بين البشر ... وهذا ما أتى به الإسلام ... وبالتوفيق دوماً يارب .

    ردحذف
  6. بارك الله فيكي على المجهود الرائع الذي يسمو بكثير من المعاني الجميلة التي نفتقدها كثيرا تلك الأيام

    ردحذف
  7. لك زينة زيدان
    أراني من حبك غاليتي خرصاء لا تجيد من الحرف الا عبارات عاجزات على ان تصف مقدار اعتزازي بك
    وثقي بي ان قلت لك انه لو يكفيني من حب القدس حروفك المتثورة هنا فكفاني فخرا يا غالية

    ردحذف
  8. لك مصطفى سيف الدين
    فعلا اخي لذا اشكر كل من سهر من اجل تحقيقها وساهم من قريب او بعيد

    ردحذف
  9. لك سكر زيادة
    اتفق معك والثرات المقدسي هو بصمة كل المارين بالمكان

    ردحذف
  10. لك استاذي القدير ابو حسام الدين
    دائما ردودك اضافة مميزة لمواضيعي فعلا التعايش هو مطلب اسلامي وعلينا السعي لتحقيقه حتى يعيش الكل في سلام وامن
    بوركت يا اطيب الناس

    ردحذف
  11. لك تركي الغامدي
    استاذي القدير الذي اتشرف دوما بتواجده وتوجيهاته
    بوركت يا طيب

    ردحذف
  12. لك HSendbad
    تحية تقدير لشخصك الكريم وبارك الله فيك اخي

    ردحذف
  13. الموضوع ليس من إبداعكي بل نقل حرفيا من الوثائق التي تم توزيعها على زوار المعرض، لمادا تنسبين -أيتها الشاعرة- ما كتبه غيركي لنفسكي، هدا نسميه سرقة أدبية و هي غير مقبولة، ارتكبتي خطأين جسيمين الآول بنشر هدا المقال بجريدة العبور كما قلت، تم إعادة نشره على هده الصفحة، حرام يا(شاعرة)

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ