وأنا أهم بكتابة توقيع بسيط لكم على نسخة من ديواني الأول الذي شرفتموني بتصميم غلافه أجد أن العبارات تسابقني وترتسم علامات استفهام أكبر من كل الصفحات ، كلمات تستفزني لأعيد للرسائل الأدبية هيبتها وجماليتها وانتظار ساعي بريد يتأخر دوما وإن أتى قبل أوانه لعله يأتينا بما قد لا نعرفه ، لا أعرف أستاذي إن كنت مثلي تحن لتلك الأيام ولا تثق إلا بحروف تخطها الأنامل على ورق أبيض بهفوات اللسان وعثرات الخط وبغياب أية علامات للترقيم والأجمل لو تتخللها عبارات متكررة في كل رسالة وكأنما هي توقيع خاص أو كلمة سرية متفق عليها قد يكون وجودها دليل سخيف ولكنه يوحي بأمور عدة ، أو حتى كلمات من كثر ترديدها نكاد لا ندرك إن كانت كلمة باللغة العربية الفصحى أم مندسة بين أحرفها فقط ، المهم تلك الورقة التي تأتينا عبر المسافات لتقول كل شيء خاصة ما تعجز عن قوله وساءل الإعلام والرسائل المختصرة والهواتف و حتى الإيميلات .
هل أنت معي أستاذي ، هل تحن مثلي لتلك الرسائل الأدبية التي تثلج صدر منتظر وتحمل دوما خبرا جديدا حتى وإن كان متوقعا ، إنها فكرة تراقصني منذ زمن ، لكن معك سيدي ستكون بأفق أرحب وأوسع فأنت عراقي وأنا ابنة المحيط الأطلسي ، أنت اختبرت من الزمن أمورا عدة وأنا أحتاج لخبرتك ، لوجهة نظرك ، لأن تروي عطشي عن أمور أجهلها عن بلد الرافدين ، عن عاصمة العباسيين وبيت الحكمة ، عن الأقدام التي دنست تلك الربوع ، عن صراخ أطفالكم ، أتراه يشبه صراخ أطفالنا ؟....
قد تستهزئ من حرفي هذا ومن جهلي ولكنني أفشي اليك سرا ربما تعرفه فأنا ما عدت أثق بوسائل الإعلام ، وكثرتها تجعلني أتيه بين أخبارها ، أتوه فيما بين فرح مرسوم ورقصات معلنة وبين دماء مسفوكة على قناة ثانية لنفس البلد ، أهو استخفاف بالمتتبع أم تمويه إعلامي أو ربما هو الوجه الجديد للحروب الباردة بعدما أصبحت ساخنة ..
خبرني أستاذي عن بلد رسمته لنا كتب التاريخ شامخا ولا نراه الا كذلك مهما تهدمت بناياته ومهما نهبت آثاره ، خبرني فلعل عينيك تراه من الداخل فصورتك كإعلامي وأنت تحمل عدستك وتتجول بين شوارع البصرة كاف بأن يمنحني الثقة فيما ستخبرني به ولعله يكون تأريخ خاص لواقع ما كان أبدا خاصة العراقيين وحدهم مع أنني أهاب الحقيقة وأخافها لسبب بسيط أنني ولدت في مدينة صغيرة تؤمن بالتعايش بين الأديان فلا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي الا حينما يختلي بربه ، بينما أتوه في صراعات طائفية أكاد لا أستوعبها بين طوائف دينية لنفس الديانة وقبائل متعصبة تكاد تكفر الأخرى وتحرمها الحق في العيش ..
ألم يكن ديننا يدعوا للتسامح والتعايش ؟
عبد الكريم العامري الذي شرفني بتصميم غلاف ديواني الأول ( هوس الحلم ) هو عضو اتحاد كتاب العراق
صحفي ومعد برامج تلفزية وكاتب من مؤلفاته
رواية الطريق الى الملح
ديوان كل جسدي مشاع
ديوان مخابئ
ديوان لا أحد قبل الأوان
الزميلة الشاعرة ليلى مهيدرة
الزميلة الشاعرة ليلى مهيدرة
في البدء اهنئك على هوسك الجميل وكتابك الرائع الذي اتمنى ان احصل على نسخة منه بالرغم من اني قرأت بعض ما جاء فيه والذي ينم على موهبة سيكون لها الاثر في ادبنا العربي، ويشرفني ان تكون لي بصمة في هذا الديوان من خلال الغلاف الذي له دلالات عربية في وحدتنا فما بين المغرب والعراق خيط من المحبة والابداع والحلم العربي الذي نتمناه.
في الماضي، كنت انتظر ساعي البريد الذي يحمل اخبار الأحبة، واليوم ما زلت منتظراَ من يحمل لي خبراً يثلج فيه صدري المليء بآهات الحروب والمآسي التي تعرض لها بلدي وكانت رسالتك برداً وسلاماً لمحارب ما زال يحمل قلماً ودواة وقرطاساً.. شكرا لكل كلمة كتبتيها وربما لا استحقها امام طيبتك ورقتك واحساسك الجميل، نعم سيدتي أحنّ لايام ساعي البريد وما يأتيه في جعبته من احلام العاشقين واخبار الادب والفن من زملاء غابوا كرهاً عن مدينتي.
انا معك، في ان اعلامنا العربي لا يشبع رغباتنا، ولا يحقق طموحنا، فهو منحاز لهذا او ذاك الامر الذي حاولت منذ ان بدأت معه في منتصف سبعينيات القرن الماضي حاولت ان اتجنب الانحياز الى اي طرف وان انظر من زاوية واضحة لكل ما يحدث والحمد لله نجحت بشهادة كثيرين.
ما الذي تريدين ان تعرفينه عن بلدي بعدما هدّته صواريخ الغرباء، وأكلته ذئاب عبرت المحيطات من أجل برميل نفط لم ينفع أهلي، ما الذي ترغبين في أن اعرضه عليك عن بلد حوصر من كل مكان في زمن كان فيه الآخرون يستمتعون بأوقاتهم.. في تسعينيات القرن الماضي أكلنا الحصى وشربنا الماء المعجون بدخان آبار النفط التي احرقتها صواريخ الطائرات، وما زلنا نشرب الماء المالح ويملأ الشباب العاطلون عن العمل الشوارع.. لم يكن النفط لنا نعمة أبداً، كان نقمة علينا جميعاً..
شكراً لك سيدتي، شكراً لك لأنك منحتيني فرصة البوح والتأمل.. شكراً لك لأنك تعيشين معنا حياة نتمنى ان تكون سعيدة وهانئة
عبد الكريم العامري
تحياتي لشخصك الكريم ... ماقرأت من تقدير دونته هنا عبر عن مشاعر وفية يستحقها الأخ عبدالكريم العامري ... وأشاطرك الرأي في أن الإعلام الآن أميناً لمن يوجهه ولم تختلف الصورة كثيراً ففي السابق كان موجهاً من فريق واحد إنما الآن موجهاً من فرق شتى حتى من داخل الفريق الواحد ، وبالتالي آمل أن يزداد وعي المواطن العربي وألا يسلم بالحقيقة لمن يوجهها ، وفي أمثال الأخ العامري مما نتوسمه بإيصال الحقيقة كما هي ... راجياً لك وله وللجميع التوفيق .
ردحذفسيدتى
ردحذفمبروك الديوان....
وأدعو الله لك بالمزيد من الدواوين والنجاحات والتألق فى سماء الإبداع.
تقبلى خالص التقدير والاحترام
لك تركي الغامدي
ردحذفاستاذي الجليل السؤال الذي طرح على استاذي عبد الكريمالعامري هو موجه لكل واحد فينا وفي نفس الوقت يعبر عن حالةالتوهان التي يعيشها الاعلام من باب الاستخفاف بالحقائق وطمسها وصرنا مجبرين ان نحمل عدسة الكاميرا ونتحول كلنا الى اعلام لعلنا ندرك بعض الحقيقة
بوركت استاذي وتواجدك يسعدني دوما يا طيب
لك محمد الجرايحى
ردحذفيسعدني تواجدك دوما استاذي وتتبعك وبارك الله فيك اخي محمد
السلام عليكم.
ردحذفأخت ليلى لقد أتيت بفكرة تستحق الإهتمام وتستحق أن أتابع ما تجيئ به من رسائل تربط ما بين المغرب والمشرق، بين الشاعرة ليلى مهيدرة والكاتب والصحفي والإعلام عبد الكريم العامري. لا أجدك إلا أنك أحييت عهودا اشتقنا لها وقد سقت ذلك في سياق حديثك عن الرسائل الورقية وقيمتها التي تحملها، وتلك الذكر التي انطبعت في أدهننا، بكل ما تحمله من معاني...
أختي ليلى أهنئك فتابعي العمل، ولك مني أجمل التحيات.
لك أبو حسام الدين
ردحذفيسعدني ان الفكرة راقتك استاذي فما بين الحنين للرسائل والورقية و شغفي بالرسائل الادبية ودورها الادبي الراقي ومحاولة لكسر جسر الاعلام الذي صار اكبر متاهة من اي وقت مضى جاءت مبادرتي هذه ولعل وجود استاذي الكاتب والشاعر والصحفي العراقي عبد الكريم العامري هو ما زاد لحروفي هنا رونقا خاصا
بوركت استاذي وتحية تقدير لشخصك الكريم
تحية لك عزيزتي المبدعة ليلى...
ردحذفقرأت التعليقات وانا اشكر جميع الأخوة الذين كتبوا وعبروا عن اعتزازهم بعروبتهم.. شكرا لك ولهم..