التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة الى عبد الكريم العامري ..تمت إضافة الرد



وأنا أهم  بكتابة توقيع بسيط  لكم على نسخة من ديواني الأول الذي شرفتموني بتصميم غلافه أجد أن العبارات تسابقني وترتسم علامات استفهام أكبر من كل الصفحات ، كلمات تستفزني لأعيد للرسائل الأدبية هيبتها وجماليتها وانتظار ساعي بريد يتأخر دوما وإن أتى قبل أوانه لعله يأتينا بما قد لا نعرفه ، لا أعرف أستاذي إن كنت مثلي تحن لتلك الأيام ولا تثق إلا بحروف تخطها الأنامل  على ورق أبيض بهفوات اللسان وعثرات الخط  وبغياب أية علامات للترقيم والأجمل لو تتخللها عبارات متكررة في كل رسالة وكأنما هي توقيع خاص أو كلمة سرية متفق عليها قد يكون وجودها دليل سخيف ولكنه يوحي بأمور عدة  ، أو حتى كلمات من كثر ترديدها نكاد لا ندرك إن كانت كلمة باللغة العربية الفصحى أم مندسة بين أحرفها فقط ، المهم تلك الورقة التي تأتينا عبر المسافات لتقول كل شيء خاصة ما تعجز عن قوله وساءل الإعلام والرسائل المختصرة والهواتف  و حتى الإيميلات .                        
هل أنت معي أستاذي ، هل تحن مثلي لتلك الرسائل الأدبية التي تثلج صدر منتظر وتحمل دوما خبرا جديدا حتى وإن كان متوقعا ، إنها فكرة تراقصني منذ زمن ، لكن معك سيدي ستكون بأفق أرحب وأوسع  فأنت عراقي  وأنا ابنة المحيط الأطلسي  ، أنت اختبرت من الزمن  أمورا عدة وأنا أحتاج لخبرتك  ، لوجهة نظرك ، لأن تروي عطشي  عن أمور أجهلها عن بلد الرافدين ، عن عاصمة العباسيين وبيت الحكمة ، عن الأقدام التي دنست تلك الربوع ، عن صراخ أطفالكم  ، أتراه يشبه صراخ أطفالنا  ؟....
قد  تستهزئ من حرفي هذا ومن جهلي ولكنني أفشي اليك سرا ربما تعرفه فأنا ما عدت أثق بوسائل الإعلام ، وكثرتها تجعلني أتيه  بين أخبارها ، أتوه  فيما بين  فرح مرسوم ورقصات معلنة وبين دماء مسفوكة على قناة ثانية لنفس البلد ، أهو استخفاف بالمتتبع  أم تمويه إعلامي أو ربما هو الوجه الجديد للحروب الباردة بعدما أصبحت ساخنة  ..
خبرني أستاذي  عن بلد رسمته لنا كتب التاريخ شامخا ولا نراه الا كذلك مهما تهدمت بناياته ومهما نهبت آثاره ، خبرني فلعل عينيك تراه من الداخل فصورتك كإعلامي وأنت تحمل عدستك وتتجول بين شوارع البصرة كاف بأن يمنحني الثقة فيما ستخبرني به  ولعله يكون تأريخ خاص لواقع ما كان أبدا خاصة العراقيين وحدهم مع أنني أهاب الحقيقة وأخافها  لسبب بسيط أنني ولدت في مدينة صغيرة  تؤمن بالتعايش بين الأديان فلا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي الا حينما يختلي بربه  ، بينما أتوه في صراعات طائفية أكاد لا أستوعبها بين طوائف دينية لنفس الديانة وقبائل متعصبة تكاد تكفر الأخرى وتحرمها الحق في العيش ..
ألم يكن ديننا يدعوا للتسامح والتعايش ؟


عبد الكريم العامري الذي شرفني بتصميم غلاف ديواني الأول ( هوس الحلم ) هو عضو اتحاد كتاب العراق 
صحفي ومعد برامج تلفزية  وكاتب من مؤلفاته  

رواية الطريق الى الملح

ديوان كل جسدي مشاع

ديوان مخابئ

ديوان لا أحد قبل الأوان




الزميلة الشاعرة ليلى مهيدرة

    في البدء اهنئك على هوسك الجميل وكتابك الرائع الذي اتمنى ان احصل على نسخة منه بالرغم من اني قرأت بعض ما جاء فيه والذي ينم على موهبة سيكون لها الاثر في ادبنا العربي، ويشرفني ان تكون لي بصمة في هذا الديوان من خلال الغلاف الذي له دلالات عربية في وحدتنا فما بين المغرب والعراق خيط من المحبة والابداع والحلم العربي الذي نتمناه.
في الماضي، كنت انتظر ساعي البريد الذي يحمل اخبار الأحبة، واليوم ما زلت منتظراَ من يحمل لي خبراً يثلج فيه صدري المليء بآهات الحروب والمآسي التي تعرض لها بلدي وكانت رسالتك برداً وسلاماً لمحارب ما زال يحمل قلماً ودواة وقرطاساً.. شكرا لكل كلمة كتبتيها وربما لا استحقها امام طيبتك ورقتك واحساسك الجميل، نعم سيدتي أحنّ لايام ساعي البريد وما يأتيه في جعبته من احلام العاشقين واخبار الادب والفن من زملاء غابوا كرهاً عن مدينتي.
انا معك، في ان اعلامنا العربي لا يشبع رغباتنا، ولا يحقق طموحنا، فهو منحاز لهذا او ذاك الامر الذي حاولت منذ ان بدأت معه في منتصف سبعينيات القرن الماضي حاولت ان اتجنب الانحياز الى اي طرف وان انظر من زاوية واضحة لكل ما يحدث والحمد لله نجحت بشهادة كثيرين.
ما الذي تريدين ان تعرفينه عن بلدي بعدما هدّته صواريخ الغرباء، وأكلته ذئاب عبرت المحيطات من أجل برميل نفط لم ينفع أهلي، ما الذي ترغبين في أن اعرضه عليك عن بلد حوصر من كل مكان في زمن كان فيه الآخرون يستمتعون بأوقاتهم.. في تسعينيات القرن الماضي أكلنا الحصى وشربنا الماء المعجون بدخان آبار النفط التي احرقتها صواريخ الطائرات، وما زلنا نشرب الماء المالح ويملأ الشباب العاطلون عن العمل الشوارع.. لم يكن النفط لنا نعمة أبداً، كان نقمة علينا جميعاً..
شكراً لك سيدتي، شكراً لك لأنك منحتيني فرصة البوح والتأمل.. شكراً لك لأنك تعيشين معنا حياة نتمنى ان تكون سعيدة وهانئة

                                                                               عبد الكريم العامري

تعليقات

  1. تحياتي لشخصك الكريم ... ماقرأت من تقدير دونته هنا عبر عن مشاعر وفية يستحقها الأخ عبدالكريم العامري ... وأشاطرك الرأي في أن الإعلام الآن أميناً لمن يوجهه ولم تختلف الصورة كثيراً ففي السابق كان موجهاً من فريق واحد إنما الآن موجهاً من فرق شتى حتى من داخل الفريق الواحد ، وبالتالي آمل أن يزداد وعي المواطن العربي وألا يسلم بالحقيقة لمن يوجهها ، وفي أمثال الأخ العامري مما نتوسمه بإيصال الحقيقة كما هي ... راجياً لك وله وللجميع التوفيق .

    ردحذف
  2. سيدتى
    مبروك الديوان....
    وأدعو الله لك بالمزيد من الدواوين والنجاحات والتألق فى سماء الإبداع.
    تقبلى خالص التقدير والاحترام

    ردحذف
  3. لك تركي الغامدي
    استاذي الجليل السؤال الذي طرح على استاذي عبد الكريمالعامري هو موجه لكل واحد فينا وفي نفس الوقت يعبر عن حالةالتوهان التي يعيشها الاعلام من باب الاستخفاف بالحقائق وطمسها وصرنا مجبرين ان نحمل عدسة الكاميرا ونتحول كلنا الى اعلام لعلنا ندرك بعض الحقيقة
    بوركت استاذي وتواجدك يسعدني دوما يا طيب

    ردحذف
  4. لك محمد الجرايحى
    يسعدني تواجدك دوما استاذي وتتبعك وبارك الله فيك اخي محمد

    ردحذف
  5. السلام عليكم.
    أخت ليلى لقد أتيت بفكرة تستحق الإهتمام وتستحق أن أتابع ما تجيئ به من رسائل تربط ما بين المغرب والمشرق، بين الشاعرة ليلى مهيدرة والكاتب والصحفي والإعلام عبد الكريم العامري. لا أجدك إلا أنك أحييت عهودا اشتقنا لها وقد سقت ذلك في سياق حديثك عن الرسائل الورقية وقيمتها التي تحملها، وتلك الذكر التي انطبعت في أدهننا، بكل ما تحمله من معاني...
    أختي ليلى أهنئك فتابعي العمل، ولك مني أجمل التحيات.

    ردحذف
  6. لك أبو حسام الدين
    يسعدني ان الفكرة راقتك استاذي فما بين الحنين للرسائل والورقية و شغفي بالرسائل الادبية ودورها الادبي الراقي ومحاولة لكسر جسر الاعلام الذي صار اكبر متاهة من اي وقت مضى جاءت مبادرتي هذه ولعل وجود استاذي الكاتب والشاعر والصحفي العراقي عبد الكريم العامري هو ما زاد لحروفي هنا رونقا خاصا
    بوركت استاذي وتحية تقدير لشخصك الكريم

    ردحذف
  7. تحية لك عزيزتي المبدعة ليلى...
    قرأت التعليقات وانا اشكر جميع الأخوة الذين كتبوا وعبروا عن اعتزازهم بعروبتهم.. شكرا لك ولهم..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ