التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قراءة في كتاب ذكريات في المنفى لعزيز نيسين


ذكريات في المنفى كتاب يسجل لمحاكمة ونفي عزيز نسين بتهمة الطعن في مصلحة البلاد العليا  ، الكتاب يتكون من 112 صفحة  يستهلها المترجم عبد اللطيف عبد الحميد بمقدمة تقربنا أكثر من فكر عزيز نسين وطريقته في سرد الأحداث وأهمية هذا المؤلف من بين مجموع مؤلفاته الكثيرة والمتنوعة وقد أبرزه لنا ككاتب يحمل هموم بلاده بشكل كبير كما أنه يكتب لنسجيل التطورات التي عرفتها تركيا بأسلوب سهل ومتعمق في نفس الوقت ساخرا من نفسه في كثير من الأحوال .
يقول المؤلف في تقديمه لكتابه
     إن الذكريات المقدمة لكم ، إنما هي جزء من حياتي الحقيقية .ولن أقول أن أشهر المنفى بقيت في ذاكرتي كشيء صعب و ثقيل جدا .لأن ما غاص في عمق الماضي هو أكثر مرارة ، وتشبه التمرة التي على الغصن التي تزداد حلاوة مع مرور الزمن.
     الكتاب يبدأ بتصوير وصول كاتبنا لمدينة بورصا التي نفي إليها وصولا يتزامن مع استقبال شخصية مرموقة ولعل تأخرها كان السبب في تواجد السجين المنفي المكبل بالأصفاد والحامل لرزمة على ظهره وكأنه آخر المجرمين والناس تشير اليه وكأنه سفاح تركيا وقد حلق شعره ولباسه لا يشعره بأية قيمة حتى انه خجل ان يجيب الضابط الذي سأله عن مهنته ، حيث كان شكله أقرب لكل المهام الخارجة عن القانون إلا كونه كاتبا ومعبرا عن رأي .
وتبدأ رحلته في المنفى في فندق صغير تنعدم فيه كل سبل العيش ويكون ملزما بدفع
تكاليفه وتكاليف المعيشة هناك مما احرق نقوده في وقت وجيز ما يلزمه  بالبحث عن عمل دون التفكير في تخطي حدود المدينة ،حيث يبدا سلسلة من اكتشاف للطباع هنا خاصة بعد ان تعرفوا عمن يكون فصار كالمصاب بالجرب ،الكل يهابه ويهرب منه 
فهو منفي ولا احد يبحث عن تهمته فهو خارج عن القانون ومن يقترب منه لا شك سينال نفس المصير حتى أصدقاؤه المقربون ،فلم يجد كاتبنا بد من البحث عن وظيفة
حتى يسكت جوعه وحتى إن فشل استعاض عن ذلك بقراءة الكتب لعله ينسى
ويسرد لنا عزيز نسين في كتابه مجموعة من المواقف المضحكة والمحزنة أيضا بنوع من السخرية .
الجزء الأخير من المذكرات حاول الإجابة على السؤال المهم جدا
لم تم نفي عزيز نسين ؟
هنا يسرد لنا المؤلف فترة تاريخية من تاريخ تركيا بعد إن بدأت المساعدات الأمريكية تتدفق على البلاد تحت ما سمي بمبدأ ترومان حيث تعمد نشر مقالات
بدون ذكر إسمه في احدي المجلات والتي تعرضت للمصادرة واعتقال صاحبها مما جعل كاتبنا يفكر في كتابة كراسة اسماها إلى أين نسير؟ كراسة لم يكمل طباعتها بعد ولا يدر مصيرها بعد ذلك  لكنها كانت في نظر السلطة فكرا منافيا للمصلحة العامة للبلاد وهنا  يسرد لنا المؤلف مقتطفا من التحقيق معه

أما هو فازداد غضبه وصرخ  -هل تريدنا أن نصبح كلابا روسية ؟
أجبته فورا وبكل هدوء – أولا ليس من الضروري أن تصبح كلبا ..وإذا أردت أن تكون كلبا ، فما الفرق بين أن تكون كلبا  أمريكيا أو روسيا ؟ فمن يطعمك أكثر فهو صاحبك ....
-         خذوه
وهكذا حكم على عزيز نسين بالسجن ثم النفي ، وكما يقول في خاتمة كتابه أنه بهذه الفترة فقد أشياء عدة ، عمله ، واستقراره الأسري ، وبيته لكن فترة المنفى ظلت عالقة بفكره وبأناس قابلهم هناك وربطته بهم صداقات وعلاقات متميزة..
  أتمنى أن أكون قد نجحت في رصد أغلب النقط الأساسية بالكتاب مع أن كتابه لا يحتاج لطرح موجز وإنما إلى دراسة معمقة تليق بقيمة هذا الكاتب المميز الذي وكما صرح بذلك أن القوانين التي حكم  بها قد تغيرت لكنه  ظل يحمل اسم سجين سابق ومنفي وبتهمة تمس البلاد حتى وفاته التي كانت 1995م.


تعليقات

  1. صعب اوي النفي ده

    وصعب ان تكون التهمه هى الكتابه

    مشكوره يا حبيبتي ركزتي على اهم النقط في الكتاب

    ردحذف
  2. ما اصعب على الانسان ان يسجن لمجرد انة كتب وعبر
    عن راية
    مشكورة حلم مواضيعك دائما جميلة

    ردحذف
  3. احساس صعب اوي الغربة والوحدة قهرا
    حقا كتاب رائع تسلم ايدك ع الاختيار
    علي فكرة عندي نفس مشكلة تحميل المدونة اعتقد مشكلة القالب نفسه مش متخيلة انا بحاول اد ايه واعمل ري لود للصفحة عقبال ما اسيب الكومنت
    تحياتي العطرة

    ردحذف
  4. السلام عليكم

    أخذنا فكرة على هذا الكتاب الذي هو فعلا يهتم بمرحلة من التاريخ والتي عانى فيها الكثير من الكتاب. فالنفي ليس من الأشياء السهلة أبدا وخاصة أنه يسلب الإنسان كرامته وحقه في ممارسة حق التعبير، وحقه في العيش كباقي الناس.
    كتاب يبدو من النبذة الموجزة أنه كتاب جميل يستحق القراءة.
    سننتظر قراءات أخرى منك إن شاء الله.

    ردحذف
  5. لك Dr/ walaa salah
    يسعدني مرورك دوما وتواجدك ايها الراقية
    كوني بخير دوما

    ردحذف
  6. لك هبة فاروق
    فعلا صعب جدا فعزيز نيسين حوكم حتى على ترجمة كتبه للغات اجنبية
    بوركت يا طيبة

    ردحذف
  7. مثل هذا الكتاب جديرة بالاقتناء ، لأنها تصور واقعاً معاشاً للمؤلف صاحب الرسالة ، وفي الوقت نفسه يسرد لنا ومضات من التاريخ قد لايوثقها أكثر ممن عاش تفاصيلها .
    تحياتي لك .

    ردحذف
  8. لك karmen
    اشكر تواجدك يا راقية
    وان شاء الله ساجد حل لهذا المشكل غاليتي
    بارك الله فيك

    ردحذف
  9. كما سبق و تطرق احد الاخوان في رد سابق من الصعب ان يكون سبب النفي هو القلم.. أعطيتني فكرة عن الكتاب و سأحاول ان ابحث عنه في بعض المكتبات علّي أجده..
    شكرا أمل..

    ردحذف
  10. لك اخي ابو حسام الدين
    هو كتاب مميز فعلا ويتناول الاضطهاد الفكري لمرحلة مهمة من تاريخ تركيا وان كانت لا تختلف عن بلدان اخرى
    اشكرك مرورك اخي وبارك الله فيك

    ردحذف
  11. لك أخي تركي الغامدي
    فعلا اخي انه توثيق من نوع خاص واسلوبه السلس يساعد على القراءة وهي خاصية تمتع بها عزيز نيسين في كل مؤلفاته
    بارك الله فيك اخي وفي تواجدك اخي

    ردحذف
  12. لك اخي Dr-Web.Net
    ما تعرض له المؤلف هو اكبر من تهمة ونفي هو وصمة عار عانى منها كثيرا حيث عاش لفترة منبود ومتهم بخيانة الوطن وفقد اهله وبيته ففي الكتاب رسم لنا اشتياقه لبيته وكيف انه خطط للهروب ولزيارتهم والعودة صباحا فوجد نفسه غير مرغوب فيه حتى في بيته
    اشكر مرورك اخي

    ردحذف
  13. الأخت الفاضلة
    شكراً على طرحك لهذا الكتاب
    دائماً الباطل يخشى الحق وأهله

    ردحذف
  14. مساء الخير حلم
    الاضطهاد الفكري وقمع الكلمة ومحاولة إيقاف نزف قلم , والنفي والظلم والقهر , حصيلتها ذكريات مريرة لكن تحمل عبر طياتها إبداع وعبرة ..
    تشوقت للقراءة , أتمنى ان اتمكن من الحصول على الكتاب
    أشكر لك أسلوبك الرائع في التقديم للكتاب
    دمتِ بكل الخير

    ردحذف
  15. اختى الفاضله حلم

    طرح راقى ومميز للكتاب

    لقد صرنا فى زمن لست حرا حتى فى افكارك

    اشكرك

    تحياتى

    ردحذف
  16. بسم الله وبعد
    بوركت على طرحك الطيب لهذا الكتاب
    فسنبقى أحرارا لو مهما فعلوا فينا من سجن ونفي وقتل فكلمة الحق ستبقى مرفوعة

    أخوك في الله \ المنشد أبو مجاهد الرنتيسي

    ردحذف
  17. حلم
    جزاك الله خيرا على تعريفنا بهذا الكتاب لقد أثار اهتمامي ودائما الكلمة لها مفعولها وهناك من يخشون منها لذلك نرى سياسة تكميم الأفواه منشرة في بلادنا
    تحياتي لك

    ردحذف
  18. لك اخي محمد الجرايحى
    لتواجدك رونق خاص اخي
    بارك الله فيك ايها الطيب

    ردحذف
  19. لك نور
    فعلا صدقت يا طيبة والكاتب عانى الكثير وفقد اكثر حتى مات وما زال متهم بكونه سجين ومنفي سابق رغم اغير القوانين في بلده ورغم اقتناع الساسة الجدد بانه كان على حق
    بارك الله فيك يا طيبة

    ردحذف
  20. لك غاليتي جايدا العزيزي
    اهلا بتواجدك الراقي ، الكتاب تطرق لفترة من تاريخ تركيا لكن طبعا لو سلطنا الضوء على المفكرين عبر التاريخ سنجدهم قد عانوا مثل كاتبنا الا لو مانوا من المطبلين للسلطة الحاكمة
    بارك الله فيك غاليتي

    ردحذف
  21. اليك أخي المنشد أبو مجاهد الرنتيسي
    لا ادري وربما بشكل لا ارادي افرح كثيرا لمرور كل فلسطيني بمواضيعي ربما لاني لا املك الا الفرح كتعبير على حبي لتلك البقعة الغالية من الجسد العربي
    طبعا انتم الاحرار ودائما ستبقون احرار واصحاب حق آت لا محالة
    كن بخير يا طيب
    وسلامي للاميرة

    ردحذف
  22. لك حرّة من البلاد..!
    لاسمك صدى قوي غاليتي ، نوع من الجهر بالحق احب تواجده دوما بمدونتي
    فعلا صدقت وعزاء عزيز نيسين ان القوانين في بلده تغيرت بعد ذلك لما كان يصبوا اليه
    تحية تقدير لشخصك غاليتي

    ردحذف
  23. السلام عليكم
    اشكرك على المقدمة الجيلة والمختصرة والمقدمة عن الكتاب
    اصعب شي ان الواحد يذهب بعيدا عن اهله وناسه
    وخاصتا لو كان اجباري وليس اختياري
    تقبلي مروري
    سلامي لاجمل اطيب بنوتة.

    ردحذف
  24. الراجل دا رائع
    احييك انك اخترت ان تكون هذه التدوينة عنه
    انا قريت له اه منا نحن معشر الحمير
    يسلم اختيارك ومجهودك

    تحياتى

    ردحذف
  25. لك خواطري مع الحياة
    اسعدني تواجدك غاليتي فعلا هو امر قاسي جدا خاصة وانه حتى بعد العودة يكتشف ان الامور قد تغيرت وانه لم يعد مرغوبا فيه حتى في بيته
    كوني بخير يا طيبة

    ردحذف
  26. لك sal
    لا اخفيك سرا انني اشعر بفخر شديد كلما وجدت مهتما بفكر وأدب عزيز نيسين فالاقسى مما تعرض له تجاهلنا لمؤلفاته التي ترجمت لأكثر من 20 لغة والتي جسدت فكرا ناضجا ووعيا كبيرا
    اشكر وجودك بين حروفي اخي وثق ان الكتاب الذي تكلمت عنه هو من ضمن الكتب التي اخترتها للقراءة
    اتمنى فعلا ان يسعفني الوقت لذلك
    تحية تقدير لشخصك الكريم
    كن بخير أخي

    ردحذف
  27. قراءة موفقة قربتنا من الكاتب والكتاب..

    كنت هنا..

    ردحذف
  28. مساؤكم طيبة
    ولك حلم
    هكدا دوماً الحق مكماً
    مشردا ً ..
    والباطل أصبح صاحب مقعداً
    يأمر وينهى..وينفي
    ويقول هدا من أجل مصلحة البلاد العليا
    مادح الامير شاعرا ..ومنتقده كافراً
    لله انت يا كوناً..يموت فيه الأدباء
    ويحيا فيه الاقوياء..
    تحياتي لك
    وللجميع

    ردحذف
  29. لك أخي خالد أبجيك
    شكرا لمرورك الراقي أخي
    بوركت

    ردحذف
  30. صديقتي زينة
    صحيح ان كاتبنا عانى الكثير لكن حسبه ان القوانين تغيرت
    في الاخير وتبثت صحة كلامه واراءه
    اهلا بك يا غاليتي
    يسعدني تواجدك دوما

    ردحذف
  31. مات ولكن لم تمت ذكراه وافكاره ونفي وهو باق بكلماته كانت اعقوبه الرادعه التي يتخذها المحتلون بان يشردوا اهلها سواء كانت تركيا او مصر او فلسطين حتى يفقدوا هويتهم الا انها تزداد قدرا ومكانا
    شكرا لك لتعرفنا على هذه الشخصيه

    ردحذف
  32. لك اخي eng_semsem
    فعلا صدقت اخي تعليقك راق كمرورك اخي
    بارك الله فيك ايها الطيب

    ردحذف
  33. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحقيقة يبدو كتاباً شيقاً للغاية ..

    احب كتب السير والتجارب الشخصية ..

    دمت عزيزتي بحفظ الرحمن

    ردحذف
  34. لك ولاء
    انصحك فعلا بالقراءة لعزيز نسين
    سراء هذا الكتاب او غيره فهو كاتب مميز بكل معنى الكلمة
    بوركت يا طيبة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ