التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محـــــــاكـمة ناجي العلي



 دعني أستعيرك حنظلة

دعني أستعير لباسك

وتجاهل الناس لك

 دعني أدير ظهري لكي لا أبصر الشامتين في قدري

الدامعة عيونهم من الضحك

القاطنين في مخيلتي ويرفضون الإعتراف

دعني يا يا حنظلة أعيد نسج تاريخي بطريقتي

أكتب عن مملكة أفنيتها وتفنيني

فما عاد الأمان في قلوب أحبتي أمانا

سأتقمصك حنظلة

وسأتجاهل المتجاهلين

سألف يدي وراء ظهري وأربطها وراء ظهري حتى لا تمتد للسلام عنوة

وسأعتدل برأسي لما بين السماء والأرض

فلا أرفعها ويقال تذللا

ولا أنحني فيقال خاضعا ....

أعرني يا حنظلة مواقفك

حين يكون التجاهل موقف من لا موقف له

دعني أستعيرك حتى أستطيع محاكمة ناجي

حتى نشنقه في ميدان عام

أايقضنا من غفلتنا وفي قبره ينام

كيف قطرات دمه بالسيارة المفخخة تنام


وكيف نشيع جسمه ورسمه يظل فينا كالموت الزئام

فلنحاكمه لجرمه ... لظلمه ... لعلنا نرتاح وننام

محاكمة ناجي العلي

ميت كنت حي لا زلت

حي فينا حي فيهم

محاكم أنت بتهمة الخيانة

خائن لعرف غرف النوم

خائن لقانون السكينة فينا

حنظلتك حاف

يتسحب لكشف عوراتنا

يتسلل ليكشف الضعف منا

حنظلتك بلا بيت ولا مأوى

ولا غرفة نوم ولا مطبخ ولا حمام

ففينا ينام

في أسرتنا ينام

في مخيلتنا ينام

في أشعارنا ينام

في مخيماتنا الصيفية

في سهراتنا

في ليال الغرام ينام

في تخادلنا .. في تناسينا .. في صمتنا

محاكم أنت لأنك الوحيد الذي يدرك ملامح حنظلة

ووجه حنظلة

وسخرية حنظلة

أما اتسع قبرك لكما معا


ادفنه تحت أشلائك

امحه من على أوراقك

من صوتك

من صمتك

من ذكراك

إن كنا نذكرك

لنسعد بالنوم

لنسعد بالحلم

لعلنا ننام

زرعنا القنابل في كل السيارات

في المراسم

في بيوتنا

لعله يكون فيها

قطعنا ألسنتنا

فقدنا ذاكرتنا

وهو ما زال متربع كالنفس فينا

خد حنظلتك أو عد لترسم له وجها

بيتا

قصرا من رخام

فراشا من ريش نعام

لعله ينام

فننام

تعليقات

  1. فلنبقي من ازال العصبه السوداء عن عيوننا راقد...

    فلنبقي من عرفنا حقيقه ابناء جلدتنا المخزيه ساكن ...

    دعيه اخيتي ...

    لا ظلم اليوم فحنظله انا وانت وناجي ابانا جميعا...

    هو القضيه وهو الحقيقه ...

    حتي انه اغتيل بصمت .... الكل في مواخير الفسق دائر ...

    كلنا سنصبح اكذوبه لو التفت الينا حنضله ...

    ان كنا حقا شرفاء فلنقف علي اسوار القدس بهذا

    يمكننا ان نري وجه حنضله .. لان كل من لم يري وجهه

    هو من اشاح وجهه عن قدسنا عن شرفنا عن حلمنا

    ....................

    احترامي لكل ما خط قلمك

    وتقبلي مروري / ميماتي

    ردحذف
  2. أخرصني ردك أخي
    قفعلا سنصبح اكذوبة لو التفت الينا حنظلة
    أدرك أن حنظلة ينظر للقدس ولكي نعرف ملامحه ونفخر بالامر فعلينا ان نكون هناك
    صدقت بالفعل
    بارك الله فيك اخي

    ردحذف
  3. فعلا محاكمتك فيها دلالات كثيرة ..
    اشكر لك ابداعك..

    ردحذف
  4. لك أخي Dr-Web.Net
    تواجدك هنا له دلالات عدة اولها توافق في الراي
    اسعدني تواجدك ايها الطيب

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ