التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعاليم على درب الحياة

في هذه الحياة نأتي إليها و نحن نعلم أن نفعله في هذه الحياة هو عمارة الأرض و العمل عليها بالخيرية و الصلاح ،
و أن ما يفترض أن نفعله وجب أن يكون بعلم حتى ما ادركنا ان العلم هو مفتاح الجوارح إلى التطور و التقدم ، فإذا كان لدينا حب العلم تمسكنا به حبا ، فزاد الحب شغفا حتى إذا كان الشغف به اتقناه رغبة في تحقيق الاستخلاف الذي اوكله الله تعالى لنا فنتوقف عن التمني و نفعل ذلك رغبة في إجادة ما نفعل ، فكان الإيجاد جودة و وجودا .
في هذه الحياة ناتيها و قد كان اول ما نتعلمه هو الكلام الصحيح منه الفصيح و منه كذلك القبيح و تبقى الكلمة إذا خرجت من القلب عبر اللسان وقعت في القلوب فاستقرت بها و أثمرت ضلالا من الحب و العشق و كانت مفتاح الخير و العمل الصالح و تغيير الوضع النفسي و العاطفي داخل متاهة الذات البشرية فجعلت منها مخلوقا نافعا صالحا ترضاه كل الخلائق بخلق المحبة و الهوى ، و إذا خرجت هذه الكلمة من اللسان و قد اعترافها الريب و الكذب و الشك و النكران فإنها لا تغدو أن تسبح في الفضاء اللامرئي حتى إذا وجدت ضالتها نزلت بها فكان النكران عنوان الموقع و لم تجاوز الآذان فقط .
في هذه الحياة كل الامور معقودة بين الكاف و النون ، و اذا أراد الله تعالى شيئا فلا نسأل عن الأسباب و لا عن الطريقة التي تأتي بها تلك الأمور ، "فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " ، فإن أدركنا الحكمة بين الكاف و النون كان لنا بفضل الله ما يكون و عندها ندرك الأمان و الملاذ الصريح بعدما كان العالم مليئا بالخوف ، و عندها نكون نحن الأمان لمن هم في ذروة السلام حيث الحرية و العدالة الانتقالية و حيث كينونة الحق و الصدق و الحب و الكرامة الانسانية ، و عندها نجد الحق المبين ثم نجد معالم التحرر و الانعتاق الروحي و القلبي و العقلي و العاطفي داخل متاهة الذات البشرية ، و نسلك الطَّريق الوحيد لاستشراف المستقبل، و نكتسب القُدرة على صُنعِه و صوغه و قد اجتمع فينا كل معايير الرحمة و الحكمة و القوّة ، فالحكمة عين الحياة و الرحمة عمودها و القوّة فيصلها و هي لا تعني العنف أو العتو بغير حق .
في هذه الحياة نأتي إليها و نحن نعلم أن السعادة عطاء من المولى تنزل من معين الرضى و اليقين بالله ، فهي مثل الشجرة التي يجب أن تزرع بعناية حتى إذا اينعت و ربت اخرجت شطأها بإذن ربها نحصد ثمارها و نخرج الفيئ منها صدقة حتى يزداد و يزدان ، فنبتهج بجمال العطاء و جلاله ، و نعترف شكرا لله على التغيرات التي مرت بها هذه العطايا لتحقيق هذا الجمال ، فيكون الأمان الروحي و القلبي و يحل السلام الداخلي الذي يرشدنا إلى مقام الحب و الكرامة ، و نتحلى بخصال الشكر و الصبر و نشمر على سواعد الاخاء و المحبة و نتجمل بجمال العطاء و نتمسك بقدر الأمل و ننشد الحياة معالم النجاح كي تستمر الرحلة نحو الكمال الأفضل

 . الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انشطار الذات الساردة: بين الحياة والموت قراءة في رواية " رائحة الموت" للكاتبة المغربية "ليلى مهيدرة"

  توطئة     تطرح  الكاتبة المغربية  "ليلى مهيدرة"  سؤال الموت في روايتها  "رائحة الموت" [1]   للتعبير عن رؤية مخصوصة لهذه الموضوعة، وبذلك تنخرط- منطلقة من تصورها الخاص ومن طريقة اشتغالها- في الامتداد التأسيسي لهذه الموضوعة، امتداد ينم عن وعي مسبق بإشكالية العلاقة بين الموت والحياة. فبناء على ميثاق سردي يُسْتهَلُّ السردُ في هذا العمل الروائي بإعلان الذات الساردة عن الموت، موضوعة جوهرية تمت الإشارة إليه تأسيسا على ميثاق قرائي في عدد من العتبات النصية الخارجية التي تمثل موازياتٍ نصيةً دالة ونصوصا مصاحبة وملحقات روائية مثل ا لعنوان  وا لإهداء : " للموت الذي تفوح منا رائحته حتى في اللحظات الأكثر حياة " تعزز هذه الموضوعة المركزية  بمُناصات أخرى  متمثلةٍ في  عتبة المقولات التقديمية [2]   باعتبارها  نصوصا موازية: "* الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا* (علي بن أبي طالب) * لا أدري إن كانت هناك حياة بعد الموت لكن أتساءل هل هناك حياة قبلها* ( بيير غابي) "  [3] . في هذا الإطار، تؤدي هذه العتبة داخل العمل الروائي بشكل عام،  " دورا مهما في

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن الكريم وبائع للكتب والمجلات ولم تكن اغلب هذه الوظائف إلا وسيلة للعيش في مناطق نفي إليها حتى يستطيع مقاومة البرد القارص والجوع  كما يظهر ذلك جليا في كتابه ذكريات في المنفى .  وللكاتب عدة مؤلفات روائية وقصصية ومقالات وسيرة ذاتية  ، ومن عناوين

خطة للتراجع عن قرار التراجع

 مدخل .      التراجع لم يعد استراتيجية حربية بقدر ما صار طريقة للعيش حتى أصبحنا نتراجع دون أن ندري لم في نفس الوقت الذي نكون فيه مقتنعين بالعكس .     لم يخبروه أن الحرب انتهت أو ربما اخبروه ونسي وظل يرسم الخطة للهجوم الأخير مبشرا نفسه بتحرير الباقي من أرضه وأسرى لم يكونوا إلا جنودا تحت إمرته رفضوا القرار الصادر من القيادة العليا وقرروا الهجوم خاصة وان ملامح النصر كانت بادية لهم بينما هو ظل بين صوته المسموع يزمجر لاهثا وراءهم يدعوهم للامتثال للأوامر العسكرية وصوت خفي يدعوه لكي يتقدمهم - لم نكن مهزومين فلما نتراجع؟ ظل يرددها حتى أسكته صوت القائد - يبدوا انك كبرت في السن وتحتاج للراحة مقدم حسام حسام إيه ...رددها بداخله وأنا لم أكن إلا عصا في أيديكم تقولون اضرب فاضرب وتقولون أحجم فأحجم احتضن انهزامه والقلادة العسكرية وعاد إلى بيته تناسى كما تناسوا هم سنين عمله وكده واجتهاده لكنه ظل يذكر أبناءه كما يناديهم دوما جنود أحرار كان طوال ليالي الحرب الطويلة يحكي لهم عن الأرض والعرض وعن الواجب وعن الوطن لا يدري لم يحس انه اخذلهم بقرار التراجع كلما تذكر تلك الليلة إلا وعاد ليستجمع أوراقه ويرسم الخ