في هذه الحياة نأتي إليها و نحن نعلم أن نفعله في هذه الحياة هو عمارة الأرض و العمل عليها بالخيرية و الصلاح ،
و أن ما يفترض أن نفعله وجب أن يكون بعلم حتى ما ادركنا ان العلم هو مفتاح الجوارح إلى التطور و التقدم ، فإذا كان لدينا حب العلم تمسكنا به حبا ، فزاد الحب شغفا حتى إذا كان الشغف به اتقناه رغبة في تحقيق الاستخلاف الذي اوكله الله تعالى لنا فنتوقف عن التمني و نفعل ذلك رغبة في إجادة ما نفعل ، فكان الإيجاد جودة و وجودا .
في هذه الحياة ناتيها و قد كان اول ما نتعلمه هو الكلام الصحيح منه الفصيح و منه كذلك القبيح و تبقى الكلمة إذا خرجت من القلب عبر اللسان وقعت في القلوب فاستقرت بها و أثمرت ضلالا من الحب و العشق و كانت مفتاح الخير و العمل الصالح و تغيير الوضع النفسي و العاطفي داخل متاهة الذات البشرية فجعلت منها مخلوقا نافعا صالحا ترضاه كل الخلائق بخلق المحبة و الهوى ، و إذا خرجت هذه الكلمة من اللسان و قد اعترافها الريب و الكذب و الشك و النكران فإنها لا تغدو أن تسبح في الفضاء اللامرئي حتى إذا وجدت ضالتها نزلت بها فكان النكران عنوان الموقع و لم تجاوز الآذان فقط .
في هذه الحياة كل الامور معقودة بين الكاف و النون ، و اذا أراد الله تعالى شيئا فلا نسأل عن الأسباب و لا عن الطريقة التي تأتي بها تلك الأمور ، "فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " ، فإن أدركنا الحكمة بين الكاف و النون كان لنا بفضل الله ما يكون و عندها ندرك الأمان و الملاذ الصريح بعدما كان العالم مليئا بالخوف ، و عندها نكون نحن الأمان لمن هم في ذروة السلام حيث الحرية و العدالة الانتقالية و حيث كينونة الحق و الصدق و الحب و الكرامة الانسانية ، و عندها نجد الحق المبين ثم نجد معالم التحرر و الانعتاق الروحي و القلبي و العقلي و العاطفي داخل متاهة الذات البشرية ، و نسلك الطَّريق الوحيد لاستشراف المستقبل، و نكتسب القُدرة على صُنعِه و صوغه و قد اجتمع فينا كل معايير الرحمة و الحكمة و القوّة ، فالحكمة عين الحياة و الرحمة عمودها و القوّة فيصلها و هي لا تعني العنف أو العتو بغير حق .
في هذه الحياة نأتي إليها و نحن نعلم أن السعادة عطاء من المولى تنزل من معين الرضى و اليقين بالله ، فهي مثل الشجرة التي يجب أن تزرع بعناية حتى إذا اينعت و ربت اخرجت شطأها بإذن ربها نحصد ثمارها و نخرج الفيئ منها صدقة حتى يزداد و يزدان ، فنبتهج بجمال العطاء و جلاله ، و نعترف شكرا لله على التغيرات التي مرت بها هذه العطايا لتحقيق هذا الجمال ، فيكون الأمان الروحي و القلبي و يحل السلام الداخلي الذي يرشدنا إلى مقام الحب و الكرامة ، و نتحلى بخصال الشكر و الصبر و نشمر على سواعد الاخاء و المحبة و نتجمل بجمال العطاء و نتمسك بقدر الأمل و ننشد الحياة معالم النجاح كي تستمر الرحلة نحو الكمال الأفضل
. الكوتش الدولي الدكتور محمدطاوسي
كل التقدير
ردحذف