التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هذا الصباح لايُشبهني

هذا الصباح لايُشبهني
ولا حتى ظلي المقرفص هناك،
تلك الحقول تجري في عدوها العكسي
الكل يُراقب هذا السباق الماراطوني من غير منظار أو كاشف ضوئي،
تلك متعة الاكتشاف تتذوقني من دون مذلوق أو تلمظ شفاه.
هذا الصباح لا يُشبهني..
النسيم خجول والشمس تتبرج للظهور
تلك النخلة تُمشط سعف الملل لا أحد يبصم خطواته على الطريق...
هوالشارع يتمشاه الفراغ والقطار محمل بالألم وأنا أتكوم في فنجان قهوتي أتجرع مرارتي ...
من دون أن أتمدد على جنبات الطاولة أو أُحمل في حقيبة جلدية
هي أتعابي تستعصي عليّ
لا تَكْتُبني حروفها قصيدة.
هذا الهواء البارد يَتنفسني من غير زفير
يَعصرني نبيذا في قعر الزجاجة وقد نحر عنقها...
لا نوارس تُبدد وحشة المكان
وحدي تَتَفحصني العيون أمام نوافذ مشرعة على المجهول،
هذا التعب يلبسني ألوانها رمادية
هي رياح الوداع تتخطفني تحملني لقوقعتي وتغلق الباب.
هذا الصباح لايُشبهني...
فقد أَعدمَ ابتسامتي
على عمود عمر طويل وكسر الثقة.
من" مذكرات البحث عن الذات"
كريمة نور عيساوي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلام الله عليك يا شام

يقول نزار ك أنا الدمشقي لو شرحتم جسدي لسال منه عناقيد وتفاح فأقول لملموا عناقيدا على الطرقات سالت وأشلاء من باسم حب دمشق  قد راحوا عد يا نزار فقد ضاعت طاحونة البن والشوارع وعيون النساء والأقداح فسيف المحارب نصله بيدي وعلى نحري يرسم على  الجراح جراح ويسقي  الغادين ياسمينا وورودا أينعت بحمرة الدم عطرها بالموت فواح وتقول أيا زمنا يعبث بتاريخي ويوقظ فرسانا لحرماتي استباحوا عد يا نزار فــــ بلقيس هنا تمشط شعرها وتغني لمن غدوا ومن راحوا وتُسائل العاشقين عنك فيجيبها الصدى منك رِماح وتقول سأكتب على جسد الشام آخر قصائدي ثم أستقيل سألتمسها  عذرا كما مخطئ أجرم بحق السماء سأرسمها  بشفاهي كما عاشقة تجيد فعل الانتماء كما لم تلعب ريشة دافينشي على جسد الجيوكاندا فأنت لوحة رُسمت وكان الفناء سأعزفك بصمت الخفاء سيمفونية تركع لها كل قصائد الشعراء أيها اللحن الممتنع المتمنع  رغم اللقاء سيرتبك جسدك بين يدي ويرتعد ويرقص كدخان سيجارة بكبرياء وستعترف أن للغد غد أخطأته ...

أطفال في وضعية صعبة.. ربما

                                         لأول مرة أجد نفسي عاجزة عن التعبير ، فاقدة القدرة على رص الكلمات ، ربما لإحساسي أن الكلمات والمعاني تقف عاجزة أمام طفل صغير يحتضن لعبة صغيرة ويرميها ليرتمي بحضنك مناديا إياك ماما  ، أو رضيع مستعد لإطلالتك وكأنها شمس عيد لمجرد أن يلمح وجهك ، ربما الأمر عادي حتى الآن ولكن إن كان مشهدا مكررا وقاعات طويلة عريضة صفت فيها الأسرة الصغيرة لتحتضن أجسادا أصغر، أو قاعة تضم أطفالا يمارسون طقوس الطفولة بتعود فريد يختلف عن أي طفل آخر ولد في أسرة عادية من أم وأب، ربما العزاء الوحيد أن هناك عيون جميلة وحنونة تحرسهم وقلوب رحيمة توفر لهم كل سبل العيش                                                                                    ...

عزيز نسين وقراءة في مسرحية افعل شيئا يا مت

                                                                                 عندما قرأت مسرحية  ' افعل شيئا يا مت ' لكاتبها عزيز نسين   اعتقدت أنني قد عرفت الفكر الراقي لهذا المؤلف   التركي خاصة وأن الكتاب كان  إلى حد ما  شبيه بالفكر السائد بالمجتمع العربي والإسلامي .لكنني عندما اقتربت من مؤلفاته المتنوعة وجدته بحرا من التجارب الإنسانية  ولو أنها ارتبطت في أغلبها ببلده تركيا إلا أنها لا تختلف كثيرا عن ما عاناه الكتاب في البلدان العربية في مراحل مختلفة . من هو عزيز نسين ؟ كاتب تركي من رواد الأدب  الساخر في العالم بأسره ، ترجمت كتبه المتنوعة إلى 23 لغة وفاز بجوائز عدة من منتديات دولية لكن في بلده عاش  الكاتب المضطهد والمنفي لأنه عرى صورة بلاده أمام الغرب . اشتغل عزيز نسين واسمه الحقيقي محمد نصرت في مهن عدة ضابط جيش ورسام ومعلم للقرآن ...